حث المدير العام لمنظمة الصحة العالمية أمس الاثنين دول العالم على العمل معا لوضع نهاية للمرحلة الحرجة من جائحة كورونا، قائلا إن لديها الآن جميع الأدوات المتاحة للقيام بذلك. وقال تيدروس أدهانوم جيبريسوس في مؤتمر صحفي مع وزيرة التنمية الألمانية سفينيا شولتسه "تدخل جائحة كوفيد-19 الآن عامها الثالث ونحن في منعطف خطير. يجب أن نعمل معا لإنهاء المرحلة الحرجة من هذا الوباء، لا يمكننا السماح له بالاستمرار ونحن نتخبط بين الذعر والإهمال". وقال تيدروس إن ألمانيا أصبحت أكبر متبرع للمنظمة، من دون إعطاء أي تفاصيل. وكانت الولاياتالمتحدة تاريخياً صاحبة أكبر مساهمات مالية بين الدول الأعضاء في المنظمة. من جهتها قالت شولتسه إن أولوية ألمانيا، التي تولت رئاسة مجموعة الدول السبع، هي إنهاء الوباء في جميع أنحاء العالم، ودعت إلى "حملة تطعيمات عالمية حقيقية وعاجلة على نطاق واسع"، لتحقيق هذا الهدف. وتنعقد على مدار أسبوع في جنيف اجتماعات المجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية، حيث من المقرر مناقشة الجوانب الرئيسة لمستقبل منظمة الصحة التابعة للأمم المتحدة، من ضمنها محاولة تيدروس البقاء على رأس المنظمة فترة رئاسة ثانية واقتراح لجعلها أكثر استقلالية من الناحية المالية. على صعيد آخر حذر تيدروس من خطورة افتراض أن التمحور "أوميكرون" شديد العدوى هو آخر نسخة متحورة من فيروس كورونا وأن العالم أصبح في "الشوط الأخير من اللعبة". لكنه أضاف أن من المحتمل أن يكون هذا العام هو عام الخروج من المرحلة الحادة للوباء، في حالة تطبيق الاستراتيجيات واستخدام الأدوات مثل اختبارات كشف الفيروس ولقاحات الوقاية بصورة شاملة. مع ذلك قال "الظروف مثالية لظهور المزيد من المتحورات". إلى ذلك قال بعض من كبار الخبراء إن إصابات كوفيد-19 في الهند التي يُعزى معظمها لمتحور أوميكرون قد تشهد ارتفاعا حادا خلال الأسابيع القادمة، مشيرين إلى أن المتحور يتفشى من مجتمع لآخر وأن المستشفيات تستقبل المزيد من المرضى رغم انخفاض الحالات في المدن الكبيرة. وقالت وزارة الصحة إن الهند سجلت 306 آلاف إصابة جديدة خلال أربع وعشرين ساعة بانخفاض نحو ثمانية بالمئة عن متوسط حالات الإصابة اليومية في الأيام الأربعة الماضية. وبلغت حالات الوفاة الجديدة 439، وهي الأقل خلال خمسة أيام. لكن نسبة الحالات الإيجابية أسبوعيا ارتفعت 17.03 بالمئة في الأسبوع المنتهي في 24 يناير مقارنة مع نحو 0.63 بالمئة في الأسبوع المنتهي في 27 ديسمبر وذلك بسبب متحور أوميكرون سريع الانتشار. وقال فريق استشاري مكلف برصد ودراسة السلالات الفيروسية في الهند إن معظم الإصابات بمتحور أوميكرون كانت خفيفة رغم زيادة أعداد المنقولين إلى المستشفيات والحالات في العناية الفائقة. وسجلت المدن الكبرى، مثل دلهي، ومومباي خلال الأسبوعين الماضيين انخفاضا كبيرا في أعداد الإصابات بعدما بلغت زيادات قياسية. وقال الطبيب سوبهاش سالونك عضو المجلس الهندي للبحث الطبي والوقاية من كوفيد إن الوضع قد يتغير مع انتشار المتحور في المناطق شبه الحضرية والريفية. وقال إنه من المتوقع أن تشهد البلاد أكثر من ذروة في الإصابات خلال الأسابيع الثمانية إلى العشرة القادمة. وبلغ إجمالي الإصابات في الهند 39.54 مليوناً، وهو ثاني أكبر عدد إصابات عالميا بعد الولاياتالمتحدة. وبلغ عدد الوفيات بسبب الفيروس في الهند 489848.