قد حبانا الله في هذه البلاد الغالية والعالية -بإذن الله- تعالى قيادة رشيدة تهتم بالمواطن والمقيم والزائر لهذه البلاد من كل فئات المجتمع وما أريد الحديث عنه في هذا المقال هو شريحة مهمة في المجتمع السعودي وهي شريحة كبار السن الذين يقدرون في المملكة العربية السعودية بأكثر من 5 ٪ من عدد السكان والإحسان إلى كبار السن ورعايتهم والقيام بواجباتهم وحل مشكلاتهم والوقوف معهم والعمل على إزالة ما يكدر صفوهم من الهموم والأحزان سبب للخير والبركة ومن أسباب التيسير للإنسان وابتعاد المحن والبلايا عنه قد جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم (إنما تُنصَرون بضعفائكم) وقوله صلى الله عليه وسلم:(أبغوني ضعفاءَكم فإنكم إنما ترزقون وتنصرون بضعفائكم). فمِن هؤلاء الضعفاء في المجتمع الإنساني المُسِنُّ لأن الإنسان يضعف كل شيء لديه عندما يتقدم في السن، يضعف بصره وسمعه وتقل حركته ويصاب بضعف الذاكرة والنسيان والضعف العام لذا يحتاج إلى الرعاية ومما شرع لهم الإسلام من حقوق وواجبات، رعايتهم والمحافظة عليهم ولذا قال نبينا صلى الله عليه وسلم وهو يرشدنا إلى حق الكبير: (مَن لم يرحم صغيرنا ويعرِفْ حقَّ كبيرنا، فليس منا). وقد صدر مرسوم ملكي رقم (م/47) وتاريخ 1443/6/3ه بالموافقة على نظام حقوق كبير السن ورعايته وقد عرّف النظام كبير السن بأنه "كل مواطن سعودي "بلغت سنه 60 سنة فأكثر"، تتولى وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية التنسيق مع الجهات ذات العلاقة لتمكين كبار السن من العيش في بيئة تحفظ حقوقهم وتصون كرامتهم هذا النظام يكفل لكبار السن حقوقهم الشرعية أو النظامية بما في ذلك حقوقهم المالية والجسدية والاجتماعية والمعنوية وتوفير الحاجات الضرورية اللازمة لكبير السن من سكن ومأكل وملبس وعناية صحية وجسدية ونفسية واجتماعية وترويحية. وقد خصصت دور رعاية إجتماعية لكبار السن من جهات حكومية، أو أي جهات خاصة أو أهلية رخّصت لها الوزارة؛ تقوم بإيواء كبير السن ورعايته وتقديم الخدمات اللازمة له. ومن الواجب على المجتمع تمكين كبار السن من العيش في بيئة تحفظ حقوقهم وتصون كرامتهم وأن تقوم وسائل الإعلام المختلفة بدورها كاملاً لتثقيف المجتمع وتوعيته بنشر بيان حقوق كبار السن لأجل احترامهم وتأهيل المرافق العامة والتجارية والأحياء السكنية والبيئة المحيطة والمساجد؛ لتكون ملائمة لاحتياجات كبار السن، وذلك في ضوء الأنظمة والأوامر ذات العلاقة. وتخصيص أماكن لكبار السن في المرافق والمناسبات العامة. تنظيم برامج مناسبة لكبار السن تعزز من مهاراتهم وخبراتهم وممارسة هواياتهم وتعزيز اندماجهم في المجتمع. كذلك لكبير السن حق العيش مع أسرته وعلى الأسرة ايواؤه ورعايته. ولا يجوز لدور الرعاية إيواء كبير السن فيها إلا بعد موافقته، أو بعد صدور حكم قضائي بذلك، أو في الحالات التي تشكل خطورة على حياة كبير السن أو سلامته وفق ضوابط تحددها اللوائح التنظيمية للنظام. وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه من القول والعمل.