صدر حديثاً «معجم تقنيات الترجمة» من تأليف د. مبارك بن هادي القحطاني، فمنذ أن دخل الحاسوب إلى علم دراسات الترجمة ساد اعتقاد كبير بين متخصصي علوم الحاسب والتقنية وكذلك متخصصي الترجمة بأننا أمام فتح كبير قد يعني الاستغناء عن العنصر البشري، وخروج الترجمة من مهنة بشرية إلى مهنة آلية من دون تدخل بشري، وذلك لأنه اعتقد أن عملية الترجمة الآلية ستكون عبارة عن إحلال كلمة من اللغة المصدر محل كلمة من اللغة الهدف. إلا أنه ظهر -منذ تلك البدايات- أن مجال تقنيات الترجمة علم واسع الأطراف، وأنه يتوسع يوماً بعد يوم، ولا يوجد معاجم متخصصة، وإن وجدت فالأغلب منها اقتصر على إيراد المصطلح وترجمته، وهنا يأتي دور الجامعات والمؤسسات التعليمية، ولقد كان لجامعة الملك سعود السبق في تبني ودعم هذه الجهود من خلال احتضانها أحد أكبر مراكز الترجمة في المملكة، وإنشاء كلية اللغات والترجمة لدعم تلك الجهود وتحقيق التميز في مخرجاتها. إن أهمية «معجم تقنيات الترجمة» متعددة أولها أنه أول معجم إنجليزي/عربي في هذا الحقل، وأنه يرصد المفاهيم والمصطلحات المتعلقة بعلم تقنيات الترجمة، كما أنه يقدم مادة موسوعية تتناول تعريف الألفاظ والمصطلحات وليس ترجمتها. لقد استخدم المؤلف في إعداد هذا المعجم منهجية تعتمد على جمع المادة العلمية، والفحص والتدقيق، ثم الترتيب والتصنيف وفقاً للترتيب الهجائي مع تبويب المصطلحات وترجمة اللفظ وإيضاح معناه وتعريفه تعريفاً شاملاً مع التركيز على المصطلحات الأساسية. نأمل أن يحقق المعجم مقصده، وأن يكون مرجعاً علمياً، وسبقاً يفتح الباب أمام جهود أوسع وأكبر في هذا المجال، وأن يسد هذا المعجم جزءاً من حاجة المتعلم والقارئ العربي والمتخصص، وأن يفيد به الباحثين والدارسين والمتخصصين والمهتمين، وأن يكون بداية لدراسات أوسع وأشمل.