(1320-1395ه) -رحمه الله- صدر في طبعته الأولى عام 1419ه، من الحجم المتوسط ويقع في 200 صفحة، قام بجمعه وترتيبه ابنه عمير بن زبن بن عمير العتيبي، الذي كتب مقدّمة الديوان وجاء فيها: «لأهمية هذا النوع من اللون الأدبي.. أردت أن أسهم في تقديم بعض منه، وفي هذا الكتاب نماذج من الشعر الجيد لشاعر عرف بقوة التعبير واختيار المفردات اللغوية المؤثرة!!». آمل أن يجد القارئ -فيه- ما يسره ويسليه، ويجعله يتفهم أسراره، وأصالته، والتحامه بالشعر العربي الفصيح الذي تعتز به الأمة، وتفخر بقرضه، وروايته.. وهو وإن كان لا يتفق مع الشعر الفصيح المدون –في بعض خصائصه- فإن له من القواعد، والتراكيب، والأوزان، والجرس الموسيقي، والعروض.. ما يجعله صنو الشعر الفصيح في مفرداته، وسياقه!! وقد حاولت -قدر استطاعتي- أن تكون هذه المختارات في هذا الديوان من شعر شاعرنا الواضح السلس، فصاحب هذا الديوان -رحمه الله- من الشعراء الكبار، وممن لهم المكانة الكبرى بين الكثير من فحول شعراء الجزية المعاصرين من دون نزاع!!». ومن قصائد الديوان نختار هذه القصيدة التي قالها أمام الملك فيصل بن عبدالعزيز في حفل أهالي الرياض، الذي أقيم احتفاء بجلالته بعدما بويع ملكاً للبلاد أواخر عام 1384ه، ومنها هذه الأبيات: الله أكبر على أولها ومبداها والحمد لله عند الختم بأتلاها يامالك الملك يامحصي عدد خلقه يا منقسّم أرزاقها ومفرّق أسماها نحمدك ياللي جعلت الدين غايتنا وأهل البدع ما نطاوعها بممشاها يا مستجيب الدعا تنصر حكومتنا واكتب سعدها على من كان عاداها حكامنا اللي من المعروف عمّونا معهم ربينا ونعمتهم رعيناها حتى قال: بظلال فيصل ملك نجد وتوابعها درع الجزيرة عن الحسّاد واعداها من دونها واقفٍ ما هوب مضخيها وكم دولةٍ حاولت واخلف نواياها ما دام فيصل يدير الملك بيدينه تبشّري يا جزية نجد بحماها واستبشرت نجد واعتزّت مبانيها ولبست ثياب الفرح والعز غطّاها واحتوى هذا الإصدار قصيدة في النصح والتوجيه، كما أنها لا تخلو من الحكمة، وقد قالها وهو في مدينة نفي عام 1358ه، ومنها: يقول اللي درى لو ماقرا بالكتاب يفهم معان الكتابة قبل يقراها ما قلّط اقدام رجلي لجحر الدّواب أدخل على الله من الحيّات وترابها ألّ ولا آرد على ميراد شهب الذياب أخاف من وردةٍ ما ظهر من انشابها هذا ويامن تسمّع قول راع الجواب يهدي النصيحة وهي ما كان يهدابها حاذور حاذور من نظرة لميع السراب القايله لا تغرّك هي وما جابها والعدّ لا تارده ميراد عكف الركاب تصدفك حذفت صدف لو ماتحرّابها ولا تقول إني القاري على كل داب ما كل سيّات الأرض بينقري دابها كما تضمن الإصدار هذه القصيدة التي عبر فيها عن ما كان يحس به في ذلك الوقت وعن الدنيا وتقلباتها حسب تجاربه فيها، وقد قالها عام 1362ه بعد رحيله من نفي، وذكر أنه مهما ابتعد عن الدار وطلب الرزق فلن ينساها وينسى أهلها، ومنها: هيّظت في عالي طويل القور أبيات من صلب الفواد غزور أول جوابي طلبتي ذكر الإله وادخل على الله من جواب الزور يا لله يا رحمن تغفر زلتي وبك التجي يا نور وانت النور أهين نفسي عن هواها وارتدع أخشى الهوى يهوي بها بحفور من طاول الشيطان مع نفسه هوى هوى بوادٍ في غزير بحور فكّرت بالدنيا كفى الله شرها وهي تكد بمقدم .. وبكور شبنا وهي نبتٍ تنقّص للملا وتمشط مقادم راسها بعطور تضخك لراعيها وعقبٍ تخدعه ألاّ أنها الدنيا هي أم غرور ترفع حدٍ وآخر تنقص موقفه ويبنابها قصر وتقض إقصور تبرم بريم المبرمة في حبلها لا شك هي تبرم بريم عور لقيت هذا طبعها واحوالها فيّ شجره دايم وهو يدور حتى قال: داري ولو اسنت عليّ مريفه وربعي ولو شحّوا عليّ بذور لو رحت عنهم ورى شط البحر ما رضى عليهم جايرٍ يجور ألا بعد وأقول يا وبل الحيا على نفي ووضاخ يا معمور وأكر وضاخ إلى ذكرته بالحيا عليه يا مزن السحاب بدور حيث انها ديرة قرايب دنوتي هم درعي اللّي للقاء مذخور أحشم بحشمتهم وتدفع ولّتي واجعل بهم جسر العدا معبور