شكّل اكتشاف 49 إصابة بسلالة «دلتا» من فيروس «كورونا» (اكتشفت لأول مرة في الهند) نهاية يونيو المنصرم، تحدياً إضافياً للمنظومة الصحية في فلسطين، التي تحارب على جبهتي مكافحة الجائحة، والاحتلال. وأثار إعلان وزارة الصحة الفلسطينية عن الإصابات ب»الطفرة الهندية» حالة من القلق والخوف من العودة إلى القيود، التي كانت مفروضة سابقاً للحد من انتشار الوباء. وزارة الصحة اتخذت تدابير وإجراءات احترازية جديدة لمنع تفشي المتحور الجديد، ودعت مواطنيها إلى مواصلة التقيد بارتداء الكمامات، ومراعاة التباعد الاجتماعي، والإقبال على تلقي التطعيمات حفاظاً على سلامة المجتمع. وجددت الصحة دعوتها لمواطنيها للحد من السفر إلى الخارج، إلا في حالات الضرورة القصوى، إضافة إلى سرعة التسجيل على المنصة الإلكترونية لتلقي لقاح «كورونا». وتوجهت الصحة لتوفير المواد الخاصة بالفحص لتحديد الاصابة بالطفرة الهندية، وخلال أيام سيتم تزويد مختبراتها بها، علما أن الإصابات التي سجلت بالطفرة الجديدة تم تشخيصها من خلال مختبرات الجامعة الأميركية. وتسابق وزارة الصحة الزمن لتطعيم أكبر عدد ممكن من المواطنين الفلسطينيين، حيث بلغ العدد الإجمالي لمن تلقوا اللقاح 531,648 بينهم 382,436 تلقوا الجرعتين من اللقاح آخذين بعين الاعتبار أولويات العمر، الأمراض المزمنة، المهنة ... مطلع شهر فبراير من العام الجاري، باشرت وزارة الصحة بالتطعيم وقال الناطق باسم وزارة الصحة كمال الشخرة، إن الوزارة أعدت خطة للتطعيم بهدف تحقيق المناعة المجتمعية بالوصول الى تطعيم 3 ملايين أي ما نسبته 70% من المواطنين في مختلف محافظات الوطن، وذلك بناء على تعليمات منظمة الصحة العالمية. وبدأت مكافحة الفيروس في فلسطين، مطلع شهر مارس من العام الماضي، بعد أن أعلنت وزارة الصحة تسجيل سبع إصابات بالفيروس في محافظة بيت لحم حيث أعلنت حالة الطوارئ، في بيت لحم آنذاك، وفي الخامس أعلن رئيس دولة فلسطين محمود عباس، حالة الطوارئ في البلاد. ولاقت الإجراءات الحكومية الفلسطينية إشادات من منظمة الصحة العالمية، على لسان مدير مكتبها في فلسطين جيرالد روكنشواب آنذاك، بالخطوات المتقدمة لمكافحة انتشار «كورونا»، التي وصفها بأنها «تفوق ما هو موصى به دوليا». إلى جانب الجائحة، اثقل التصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية وقطاع غزةوالقدس، كاهل الطواقم الطبية والمنظومة الصحية في فلسطين، ففي السابع من مايو 2021، اقتحم مئات من أفراد شرطة الاحتلال باحات المسجد الأقصى المبارك، واعتدوا على المصلين والمرابطين هناك، ونظراً لارتفاع أعداد المصابين امتلأت غرف الطوارئ في مستشفيات القدس، ما اضطر جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني الى افتتاح مستشفى ميداني في القدس لعلاج الإصابات. وتعرضت المؤسسات الصحية في قطاع غزة الى الاستهداف المباشر والمتعمد من قبل الطيران الحربي الإسرائيلي، ما اسفر عن تضرر 24 مؤسسة صحية من بينها 11 مؤسسة تتبع لوزارة الصحة و13 مؤسسة صحية أهلية، الى جانب استهداف وتعمد اعاقة عمل فرق الاسعاف خلال عمليات اخلاء المصابين. إلى جانب ذلك، خلف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، الذي استمر لمدة 11 يوماً، أضراراً مادية جسيمة بالمباني والبنية التحتية للقطاع، وتسبب بتشريد أكثر من 120 ألف مواطن من منازلهم الى المدارس والى منازل أقاربهم، ما فاقم الحالة الوبائية في قطاع غزة المنهك أصلا من الحصار المفروض عليه منذ أكثر من 15 عاما. وسجلت فلسطين منذ بدء الجائحة، 3845 وفاة، و343710 إصابات، واجري الفحص ل1919905 مواطنين، وبلغت نسبة التعافي من الفيروس 98.3%، ونسبة الإصابات النشطة 0.6%، ونسبة الوفيات 1.1% من مجمل الإصابات.