أقامت هيئة الأدب والنشر جلسة أدبية افتراضية ضمن سلسلة اللقاءات الافتراضية الحوارية التي تقدمها وزارة الثقافة بعنوان (وسائل النشر وأثرها على القراءة) أدارت الجلسة الأستاذة إيمان العنزي، وضيفها الوكيل الأدبي والناشر أ. إبراهيم آل سنان، افتتحت العنزي الجلسة بسؤال ضيفها أن أهم ما حدث خلال العامين الماضيين هي جائحة كورونا، مما السبب في تردد كثير من الكتاب من إصدار أعمالهم سواء كانت هذه الأعمال تنشر للمرة الأولى أو قد سبق لهم النشر، فهل تغير مفهوم النشر أم تغيرت أساليب النشر بعد الجائحة. أشار آل سنان بأن الجائحة وضعت الناشرين في حالة توقف وتباطؤ، أما بالنسبة للمؤلفين فقد تطورت وازدهرت الكتابة ووجود الكثير من الوقت خلال الجائحة، فكانت عملية التأليف مرتفعة جداً مقابل التباطؤ والتوقف لدى دور النشر. وعن تغير مفهوم وأساليب النشر ذكر آل سنان بأن دور النشر بدأت تأخذ بعين الاعتبار وسائل النشر الحديثة في حال تكررت الأزمة، هي لم تتغير بشكل عملي بل هي حاليا في مرحلة دراسة المشاكل والمعوقات التي حدثت خلال الجائحة وأثرت على عملية النشر. كما تطرق آل سنان إلى أننا لا زلنا عالقين في مشاكل ومعوقات النشر بسبب عدم توفر خدمات التوزيع بشكل كبير، وعدم الوصول للقارىء بشكل متعاون، وارتفاع نسبة منافذ البيع التي تأخذها من الكتاب، تحكم المكتبات بما يعرض وما لا يعرض، وأيضا ارتفاع تكاليف الطباعة والورق، هذه من مشاكل النشر بالنسبة للكتاب الورقي. وعن إقصاء الكتب الورقية من دور النشر بسبب تطور التقنية تحدث آل سنان بأن الكتاب الورقي سيستمر ولن يتم إقصاؤه على المدى القريب كما أنه متصدر مبيعات دور النشر، كما أن الكتاب يفضل الناس امتلاكه وتوارثه وتبادله كهدايا وأشياء أخرى مرتبطة بالكتاب الورقي ليست فقط القراءة، فالقراء يحبون أن يكون للأغلفة شكل معين ونوعية الورق أيضا، كما أن لدور النشر دور في تحديد ذائقة القارئ. وعن أسباب عزوف القراء عن الأدب المحلي تحدث آل سنان بأن القارئ يريد شيئا جديدا مختلفا لا يريد تكرار واقعه، حتى في مجال العلوم والمعارف يريد أن يرى معارف وعلوم جديدة، القارئ أينما كان في أي جزء من هذا العالم يريد شيئا مختلفا عن عالمه، وهنا يأتي دور المؤلف هل يستطيع أن يخرج من القوالب الاجتماعية والثقافية والدينية وينتج مادة مختلفة، هل يستطيع أن يطور نفسة في الكتابة؟.. ما زال كثير من المؤلفين يكرر نفس القضايا والمواضيع الاجتماعية والسياسية والأخلاقية والدينية على عقود متكررة، ما زال يوظفها في أدبه وفي مقالته لا يخرج عنها في تفاصيل ومستحدثات وتطورات جديدة ومختلفة، وأكمل آل سنان بأن ما يجعل في فترة من الفترات بأن الروايات التي تكسر النمط الاجتماعي مهما كان أسلوبها حتى لو كان ركيكاً بمجرد أنها قضية غريبة تجد دائماً أصداء، لأن القارئ متلهف لقراءة شيء مختلف وتجارب إنسانية مختلفة، كما أن القراء أيضا يتجهون إلى الأدب المترجم بشكل كبير، لدرجة أن دور النشر تهتم بالمترجم وتهمل المحلي، كما أن مؤخرا بعض دور النشر من نشرها يمثل المترجم لديها 80 % مقابل 20 % عربي. وعن دور الوكيل الأدبي ومهامه ذكر آل سنان أن الوكيل الأدبي لا بد أن يكون مسوقا وقارئا جيدا، ولديه فكرة عن أساليب الكتابة والتحرير، ولديه أيضا علاقات عامه ويستطيع تنظيم الفعاليات وعدة عناصر كثيرة يجب تتكون فالوكيل الأدبي، ففكرة الوكيل الأدبي هي إراحة الأديب وانشغاله في أدبه أو المؤلف فيما يكتب فقط، كما يجب أن يفهم الوكيل الأدبي بأنه سيأخذ جميع أعباء المؤلف ما عدا الكتابة.