حرصت المملكة العربية السعودية، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده - حفظهما الله -، منذ بداية تسجيل الإصابات بكوفيد 19 قبل أكثر من 15 شهراً، على حماية صحة كل القاطنين في هذا الوطن وسلامتهم، ورفعت شعار "الإنسان أولًا"، وكانت توجيهات القيادة الرشيدة للسياسات والإجراءات المعنية بمكافحة الجائحة متكاملة وشاملة وغير إقصائية، بحيث شملت المواطنين والمقيمين وحتى المخالفين لأنظمة الإقامة العمل، وعالجت عشرات الآلاف ممن أصيب بالمرض مجاناً. وفي هذا الصدد جاء إعلان، وكالات الأنباء العالمية، حول اتفاق حكومات الاتحاد الأوروبي الأربعاء الماضي على إضافة المملكة العربية السعودية وعشر دول أخرى إلى قائمة الدول التي سيسمحون منها بالسفر غير الضروري، ليبرهن على نجاعة الحلول التي وضعتها الجهات الصحية بالمملكة وكافة قطاعات الدولة وبالتعاون مع القطاع الخاص، لمجابهة المرض وتطبيق أفضل التجارب العلمية والعملية لمنع انتشار الفيروس وتقليص تأثيره ومضاعفاته إلى أقل الحدود، كما كانت من أوائل الدول التي بكرت في شراء اللقاحات العالمية وتوزيعها، وقدمتها مجاناً منذ أكثر من سبعة أشهر، حيث تجاوز عدد من تلقوا التطعيمات مع نهاية الأسبوع الماضي 18 مليون مواطن ومقيم، وبدأت الأسبوع الماضي كذلك تقديم اللقاح للفئة العمرية ما بين 12 إلى 18 عاماً، ما سيسهم في زيادة عدد المطعمين خلال الأسابيع المقبلة. ويعد قيام الاتحاد الأوروبي بضم المملكة إلى قائمة الدول التي يسمح بالسفر منها دون عوائق دليلاً على أهمية الجهود التي بذلتها المملكة وقيادتها في مواجهة جائحة كورونا، وعلى نجاح الاحترازات التي اتخذتها في التعامل مع مستجداته المتواصلة على المستوى العالمي، فمن خلال المتابعة الحثيثة وتوجيهات سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله- تعاملت المملكة مع خطر كورونا بجدية تامة، وأصدرت في وقت باكر عدة قرارات وإجراءات من أجل محاصرة الفيروس عبر تقصٍ وبائي شامل، واستخدمت فيه أفضل الحلول الرقمية، ما أسهم في المحافظة على الصحة العامة لمواطنيها والمقيمين على أراضيها، كما وجدت التطبيقات التقنية التي عملت بها، مثل تطبيق "توكلنا " و"تباعد" تنويهاً عالمياً من منظمة الصحة العالمية وجهات دولية أخرى، حيث قدمت أفضل التجارب العالمية لتوظيف التقنية في خدمة الصحة العامة، والعمل على بث التوعية العامة التي حققت الفائدة للجميع، واستفاد منها زوار المملكة من مختلف دول العالم. كما أن المملكة تعد على رأس الدول التي أسهمت في تعزيز الجهود الدولية وتوحيدها إزاء التصدي لفيروس كورونا، وقدمت عدة مساعدات إنسانية، شملت الإسهام بمبلغ 500 مليون دولار لدعم جهود الإغاثة الدولية لمكافحة كورونا، منها 150 مليون دولار لتحالف ابتكارات التأهب الوبائي (CEPI) و150 مليون دولار للتحالف العالمي للتطعيم والتحصين (Gavi) و200 مليون دولار للمنظمات والبرامج الصحية الدولية والإقليمية الأخرى، كما كان للمملكة حضور كبير في العام الماضي من خلال ترؤس قمة مجموعة العشرين، وتخصيص قمة عالمية لتوحيد جهود العالم نحو مجابهة الفيروس. ومارست المملكة دورها القيادي الدولي خلال رئاستها مجموعة العشرين للمساعدة في تحصيل مبلغ 8 مليارات دولار لمكافحة كورونا، الذي حددته منظمة الصحة العالمية والبنك الدولي، وتبرعت بنحو 30 ألف قناع من نوع (KN95) لفرق الإسعاف في هيوستن الأميركية، وبالأدوات الطبية للصين، وأعلن مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية عن تقديم أكثر من مليوني دولار لدعم الفلسطينيين في جهود مكافحة وباء كورونا. يذكر أن موافقة سفراء دول الاتحاد الأوروبي البالغ عددها 27 دولة على الإضافات في اجتماع الأربعاء الماضي، سيسري في الأيام المقبلة، ويشمل بريطانيا العضو السابق في الاتحاد الأوروبي، حيث تسبب نوع دلتا شديد العدوى لفيروس كورونا في ارتفاع حاد في حالات COVID-19، ليست مدرجة في القائمة. والدول ال11 هي المملكة العربية السعودية، وانضمت إليها أرمينيا، وأذربيجان، والبوسنة والهرسك، وبروناي، وكندا، والأردن، وكوسوفو، ومولدوفا، والجبل الأسود، وقطر، يُنصح دول الاتحاد الأوروبي برفع قيود السفر تدريجياً عن 14 دولة مدرجة في القائمة - وهي ألبانيا وأستراليا وإسرائيل واليابان ولبنان ونيوزيلندا ومقدونيا الشمالية ورواندا وصربيا وسنغافورة وكوريا الجنوبية وتايوان وتايلاند والولايات المتحدة. وتنص على المناطق الإدارية الصينية هونغ كونغ وماكاو مدرجة أيضًا. لا يزال بإمكان دول الاتحاد الأوروبي الفردية طلب إجراء اختبار COVID-19 سلبي أو فترة الحجر الصحي.