أدار رئيس القسم الثقافي بجريدة "الرياض" الزميل عبدالله الحسني الجلسة السابعة للملتقى الافتراضي للنادي الأدبي بمنطقة الباحة والذي عُقد تحت عنوان " الرواية العربية من عام 2000م - 2020 .. ملامح وآفاق". افتتح الحسني الجلسة بالإشادة بأدوار أمير منطقة الباحة د. حسام بن سعود بن عبدالعزيز، في دعم الثقافة والمثقفين، والذي انعكس من خلال دعم وتمكين نادي الباحة في خلق حِراك ثقافي يجعلك تستعيد ثقتك بالفكر والثقافة وبالجمال، مشيراً إلى أن الملتقى والكرنفال الثقافي المنظم تحت عنوان " الرواية .. ملامح وآفاق"؛ يبعث على الامتنان والزهو؛ فهو هجْس وانشغال بالفن السردي الأهم "الرواية". قبل أن تبدأ مداخلات الجلسة بورقة الدكتور خالد الخضري الذي تحدث عن الإسقاطات النفسية في رواية "فلامينكو اعترافات هاربة" للروائي محمد المزيني، وأشار الخضري إلى أن الرواية السعودية مرت بالعديد من المحطات فيما يتعلق باختراق التابوهات المرتبطة بالمجتمع السعودي، وتناولت قضايا الناس المهمشين، حيث قدم الروائيون السعوديون العديد من الأعمال الروائية المهمة خلال العشرين سنة الماضية والتي كانت منذ شقة الحرية لغازي القصيبي التي كان يمنع بيعها داخل السعودية، إلى بنات الرياض لرجاء الصانع والتي مثلت محطة مهمة في تاريخ التحول في قضايا المجتمع والمساس بالمسكوت عن بشكل بارز، حيث مثلت تلك الرواية علامة فارقة في حينها في الحديث عن كثير من الجوانب الاجتماعية المخفية والتي لم تكن الروايات التي سبقتها قادرة على تناولها بهذة الجرأة. وأضاف الخضري أيضا أن الرواية السعودية استهلت مسيرتها بصدور رواية (التوءمان) لعبد القدوس الأنصاري في عام 1930م، وقد واكب رواية (التوءمان) عدد من الروايات ذات النزعة الإصلاحية، حيث تلتها رواية (فكرة، الصادرة عام 1948) لأحمد السباعي، واختلفت هذه الرواية عن سابقتها بانفتاحها على التغيير في البناء الاجتماعي؛ فبطلتها "فكرة" تطمح للتغيير وتجاوز الواقع، وتعد الرواية الأولى من حيث تناول هموم الفتاة وتطلعاتها المستقبلية في وقت لم يكن ينظر لها بعين الاعتبار ككائن مستقبل يطمح إلى أبعد من الواقع. وأضاف الخضري بأن استخدام التابو بدأ منذ نشأة الكتابة الإبداعية، وهناك من يستخدمه استخدامًا غير فني؛ بغرض الشهرة وفي المقابل هناك روائيون وظّفوه بصفته إشكالية فنية بالدرجة الأولى، وحينئذ فإن التجاوزات لاتدين العمل الروائي بقدر ماتدين الشخصيات التي تقبل بهذه التجاوزات، وهنا يمكن القول إنه (لا حياء في الإبداع)، مايؤكد أهمية توظيف التابوه بهدف البناء لا الهدم. وعن الروائي السعودي (محمد المزيني) تحدث الدكتور الخضري بأنه علامة فارقة في الرواية السعودية ويتميز بقدرته على دراسة الشخصيات التي يقدمها في أعماله الروائية بعمق، منذ روايته الأولى (مفارق العتمة) مروراً بأهم أعماله التي تجاوزت العشر روايات من بينها "ضرب الرمل"، إلى روايته الأخيرة الحالية التي نحن بصددها "فلامينكو اعترافات هاربة" التي عكست إحساس كاتبها وإيمانه باللغة والمفردات للغوص في الأعماق البشرية وترجمة عوالمها ومتغيرتها ونقل الوعي والتجربة عبرها بلغة سهلة وانسيابية عالية بدت كشعر الهايكو الذي يحاول كاتبه من خلال ألفاظ بسيطة التعبير عن مشاعر جياشة أو إحاسيس في سرد واحد متواصل. في هذه الرواية التي تقوم بدراسة الشخصية وتوجيه المتلقي عبر كل الكركترات التي تقدم في العمل الروائي فناً مستقبلاً ذاته، لا يجيده سوى قلة من الروائيين المحليين، فالرواية من أكثر الأجناس الأدبية تطوراً، لذا توصف بكونها (جنساً أدبياً غير مكتمل)، وأكثرها سعياً لإثبات الوجود أدبياً وفنياً ونصياً، وذلك من خلال نوحي عدة أبرزها السعي إلى الاتصال بالعلوم الإنسانية الأخرى ك(التاريخ، وعلم، والفلسفة، وعلم النفس، واللسانيات الحديثة.. إلخ). كما تداخلت أيضاً الدكتورة نجلاء مطري فيما يخص الأبعاد الأيديولوجية والثقافية لثنائية الأنا والآخر في رواية (صدفة ليل) لعبده خال، ثم تداخل الدكتور فهد بن سالم المغلوث متحدثاً عن الاتساق النصي الخطاب الأسطوري في الرواية السعودية، ورواية أبناء الأدهم للكاتب السعودي جبير المليحان أنموذجاً. وشاركت أيضا في الملتقى الأدبي والأديبة والناقدة د. هيفاء رشيد الجهني عن التاريخ والواقع والخيال في رواية "الصنجار" لإبراهيم مفتاح.