من جوار رحاب المسجد الحرام الطاهرة وقع كبار العلماء في جمهوريتي باكستانوأفغانستان إعلاناً تاريخياً للسلام في أفغانستان، هذا البلد الذي لم يعرف السلام منذ أربعة عقود من الزمن، تعرض خلالها إلى حروب عدة لأسباب مختلفة، صبت كلها في اتجاه عدم الاستقرار في هذا البلد الإسلامي وانعدام التنمية، انعكس بكل تأكيد بالسلب على مقومات الحياة فيه. المملكة وانطلاقاً من موقعها القيادي الريادي في العالم الإسلامي لم تقف مكتوفة الأيدي، بل دائما ما أكدت ضرورة إرساء أسس السلام في أفغانستان، وإعلان الأمس جاء تتويجاً للجهود التي بذلت على مدار سنين طويلة من الجهد وصولاً إلى السلام الذي يعيد أفغانستان إلى الطريق الصحيح بإنهاء الحرب والبدء في عملية تنموية من خلال مناقشة كل القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية، فالمؤتمر محاولة جادة في البحث عن الطرق الكفيلة لحل المشكلة الأفغانية عن طريق الحوار البنّاء والوساطة الفعالة، فالمشاركة الكبيرة في المؤتمر الذي ضم مختلف أطياف الشعب الأفغاني وقياداته وعلمائه تؤكد وجود رغبة صادقة وإرادة حقيقية وصولاً إلى السلام الشامل تحقيقاً للدعم اللامحدود من المملكة والجهود المبذولة من رابطة العالم الإسلامي، ويبقى أن تقوم كل القوى الفاعلة في أفغانستان بالدور المنوط بها لوضع الاتفاق موضع التنفيذ بوقف نزيف الدم والبدء في تنفيذ الأسس التي قام عليها الاتفاق، ففي ذلك تحقيق مصلحة أفغانستان العليا في أن تعود إلى موقعها الطبيعي في المجتمع الدولي، وهو أمر يحتاج إلى الكثير من العمل المخلص الجاد والتركيز على نقاط الالتقاء والإيجابيات التي ستعيد الشعب الأفغاني إلى طريق الآمال الكبيرة.