كشفت المستشارة الأسرية الدكتورة الهنوف الحقيل، أن هناك فوضى كبيرة في مجالات الاستشارات الأسرية، والمراكز التي وصفتها مثل "البقالات" رغم وضع لائحة من قِبل الوزارة في التخصصية والتراخيص. وأكدت د. الحقيل ل"الرياض" أننا نشاهد في مجال الاستشارات الأسرية الكثير من الأخطاء المهنية والتقصير في الرقابة على هذه المهنة إذ نلاحظ كثيرا من الدخلاء على المهنة يدعون تقديم الاستشاره ومنهم كمثال المشاهير في السوشل ميديا، وكذلك من يستخدم حساب بتويتر ويروج تقديمه للاستشاره عبر الخاص وغيره مع جهل العميل لمن يتوجه فضلاً عن ذلك غياب الحوكمة الواضحة من الجهة المختصة وإهمالها لمتابعة التخصص والمهنة الحساسة المقدمة. وبينت الحقيل أن من أهم النقاط التي لابد من التنويه لها أسلوب عقد العمل للمستشار الأسري إذ أنه عقد تعاوني للمستشار ولا يوجد عقود تفرغ لمستشار يركز على مجاله، مما يجعل تقديم الاستشارة كعمل إضافي غير رسمي وقد لا يلتزم المختص في أوقاته بالإضافة إلى الدخلاء من تخصصات أخرى وعبث في تقديم الاستشارة، إذا أخذنا في عين الاعتبار أن التخصصية وتطويعها في المجال الاجتماعي والأسري مهمة جداً مع تسارع ركب الحياة واختلاف المجتمعات وتطور الخدمة الاجتماعية والإرشاد الأسري كعلم مستقل. تخيل إذا ماقدم الاستشاره غير مختص وغير متفرغ ويمارس دور الحكيم من كيسه وليس من علمه (عمل يقطع وقته ويكسب منه) دون فنيات أو استراتيجيات والأكيد يأخذ الأسر إلى الهاوية، وكذلك نشير إلى أن هنالك من هم تخصص علم نفس ويجتهد في تقديم الاستشاره الأسرية وكأنه يقول إن علم النفس يكفي عن كل التخصصات الإنسانية غير واع ولا مدرك لحدوده في تقديم الاستشارة، وعلى ماذكر استخدمت المراكز التي تفتتح في كل زاوية من دون رقابة مساحتها في رفع سقف السعر على العميل مع غياب دور الجهة المعنية من تسخير (رقم مجاني ) للاستفادة من الاستشارة لمتدني الدخل والذي قد يعانون من مشكلات أعمق ممن لديه مايدفع للاستشارة، للأسف مازلنا في أول الدرب في (حوكمة) الاستشارة ومراقبتها وأهميتها وكأن جهات ذات الاختصاص متجاهلة هذه الخدمة، ولابد من فتح ملف الاستشارات الأسرية من مجلس الشورى وبحث (عقود المختصين وكذلك تسعيرة الاستشارة ومراقبة العمل داخل هذه المراكز التي أصبحت سوق تجاري غير متخصص في الأغلب) والتي باتت تفتتح بشكل غريب في كل زاوية وكأنها (تموينات) إذ تم ملاحظة خمسة مراكز في طريق واحد، غزارة في الإنتاج سواء بالتوزيع والجودة.