في ظل رؤية 2030 نجحت المملكة في تعزيز الاقتصاد الوطني، وإيجاد موارد تدعم خزينة البلاد بجانب مورد النفط، ضمن سعيها الدؤوب لتنويع مصادر الدخل، واستحداث قطاعات اقتصادية جديدة، لم تنل حظها من الاهتمام الرسمي، فكان هناك - على سبيل المثال - قطاعا الترفيه والسياحة اللذان بدأا يعلنان عن نفسهما واستثماراتهما، والاهتمام أكثر بقطاع الصناعة الذي أثبت جدواه في خارطة الاقتصاد الدولي، وخلال السنوات القليلة الماضية، ورغم جائحة فيروس كورونا المستجد، شهد الاقتصاد الوطني تحولات جذرية، وسلك مسارات نوعية، أكدت للجميع أن المملكة تسير في الطريق الصحيح، وأنها عازمة على إعادة صياغة الاقتصاد الوطني بأفضل طريقة وأحسن أداء. شمولية الرؤية وتطلعاتها لمستقبل مغاير، جعلتاها لا تقتصر على القطاعات الاقتصادية التقليدية من صناعة وزراعة وسياحة.. إلخ، وإنما دفعتاها إلى تعزيز قطاع الابتكار والاختراع بشكل ممنهج، يصل بالمملكة إلى أبعد نقطة من التقدم والازدهار المنشودين. ومن هنا جاء قرار مجلس الوزراء في جلسته الأخيرة بالموافقة على إنشاء "هيئة تنمية البحث والتطوير والابتكار"، وهو قرار تاريخي، سيرتقي بمستقبل الصناعة والاقتصاد المعرفي في المملكة، ويسرع من عجلة التنمية، فضلاً عن قدرته على إيجاد وظائف نوعية لشباب الوطن. ويتربع قطاع الابتكار والاختراع اليوم على قمة الاقتصادات القوية في العالم، فهو القطاع الذي تتباهى به دول العالم الأول، وصنعت من خلاله أحلامها الكبرى، من خلال ابتكارات نوعية في مجالات شتى، قدمت خدمات جليلة للبشرية، وبالتالي جلبت لهذه الاقتصادات الخير الوفير من أوسع أبوابه. ولم يكن من الصدفة أن يزور سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وادي السيليكون على هامش زيارته الولاياتالمتحدة الأميركية العام 2018، وحرص سموه على لقاء مسؤولي شركات تقنية المعلومات العملاقة مثل "غوغل" و"أبل" و"فيسبوك" والتعرف على تجاربهم، في إطار حرصه على تعزيز الاستثمارات التكنولوجية في المملكة، تحقيقاً لرؤية المملكة 2030، هذا الوادي بشركاته العملاقة يمثل نحو 40 في المئة من اقتصاد الولاياتالمتحدة الأميركية، ويأمل سموه أن يجد مثل هذا الوادي على أرض المملكة، يساعد على ذلك أن لدينا أجيالاً من خريجي الجامعات السعودية، ومثلهم من المبتعثين في أكبر جامعات العالم، هؤلاء هم النواة التي تراهن عليهم المملكة في مستقبلها التكنولوجي، ولعل قرار إنشاء هيئة تنمية البحث والتطوير والابتكار، هو الخطوة الأولى لتحقيق هذا الحلم.
