قالت سفارة الصين في الولاياتالمتحدة إن تسييس منشأ كوفيد-19 سيعرقل التحقيقات، بعدما أمر الرئيس الأميركي جو بايدن أجهزة المخابرات بمراجعة منشأ الفيروس. وقالت السفارة في واشنطن في بيان على موقعها على الإنترنت مساء الأربعاء «ركزت بعض القوى السياسية على التلاعب السياسي ولعبة إلقاء اللوم». وفي حين تستعد منظمة الصحة العالمية لبدء مرحلة ثانية من الدراسات حول منشأ كوفيد-19، تعرضت الصين لضغوط للسماح للمحققين بمزيد من الوصول لبعض المواقع وسط مزاعم بأن الفيروس تسرب من مختبر يعمل في أبحاث فيروس كورونا في مدينة ووهان. ونفت الصين مرارا مسؤولية المختبر وقالت إن الولاياتالمتحدة ودولا أخرى تحاول صرف الانتباه عن إخفاقاتها في احتواء الفيروس. وقال بايدن يوم الأربعاء إن وكالات المخابرات الأميركية منقسمة بشأن ما إذا كان كوفيد-19 «نشأ نتيجة مخالطة إنسان لحيوان مصاب أو من حادث في مختبر». وقالت السفارة الصينية إنها تدعم «دراسة شاملة لجميع الحالات المبكرة لكوفيد-19 التي ظهرت في جميع أنحاء العالم وإجراء تحقيق شامل في بعض القواعد السرية والمختبرات البيولوجية في جميع أنحاء العالم». وأظهرت بيانات مجمعة أن إجمالي عدد الإصابات بفيروس كورونا في أنحاء العالم تجاوز 168.4 مليونا حتى صباح الخميس، فيما وصل عدد جرعات اللقاحات المعطاة حول العالم إلى 1.74 مليار جرعة. وأظهرت أحدث البيانات المتوفرة على موقع جامعة «جونز هوبكنز» الأميركية، أن إجمالي الإصابات وصل إلى 168 مليونا و417 ألف حالة. كما أظهرت البيانات أن إجمالي الوفيات ارتفع لثلاثة ملايين و498 ألف حالة. وتتصدر الولاياتالمتحدة دول العالم من حيث عدد الإصابات، تليها الهند ثم البرازيل وفرنسا وتركيا وروسيا والمملكة المتحدة وإيطاليا وألمانيا وإسبانيا والأرجنتين وكولومبيا وبولندا وإيران والمكسيك. وتتصدر الصين دول العالم من حيث عدد الجرعات التي تم إعطاؤها، تليها الولاياتالمتحدة ثم الاتحاد الأوروبي والهندوالبرازيل والمملكة المتحدة وتركيا والمكسيك وإندونيسيا وروسيا. ولا يعكس عدد الجرعات التي تم إعطاؤها نسبة من تلقوا التطعيم بين السكان، بالنظر لتباين الدول من حيث عدد السكان. ولقد أدى الرضا والشعبوية وضعف البنية التحتية إلى ظهور موجة جديدة مهلكة من إصابات مرض «كوفيد -19» في بعض الدول مثل الهند، في كارثة أصابت ملايين الاشخاص وتسببت في حدوث حالة من الفوضى خارج حدودها أيضا، بسبب وجود سلالة جديدة أكثر نشرا للعدوى. ولكن الهند لا تنفرد وحدها بتلك الإخفاقات، بحسب ما تقوله المحللة الأميركية، كلارا فيريرا ماركيز، في تقرير نشرته وكالة «بلومبرج» للانباء. وتتساءل ماركيز قائلة: «لماذا لا نولي مزيدا من الاهتمام للطفرات المفاجئة التي طرأت على أعداد حالات الاصابة التي تم تسجيلها في أماكن أخرى مجاورة للهند، وهي أماكن ليست مجهزة بصورة جيدة لاحتواء ارتفاع أعداد الإصابات أو تتبع السلالات الجديدة من الفيروس؟». وترى ماركيز أنه يجب أن تُدق أجراس الإنذار في جميع أنحاء جنوب شرق آسيا. ويعد الوضع سيئا بما فيه الكفاية في تايلند وماليزيا، وحتى بدرجة أكثر تواضعا في فيتنام، حيث سجلت جميع تلك الدول أعداد قياسية لحالات الإصابات اليومية، أسوأ بكثير مما كان الوضع عليه خلال الموجات السابقة. وتتجه إندونيسيا نحو تسجيل 6000 حالة إصابة جديدة يوميا، كما أعلنت الفلبين يوم السبت الماضي تسجيل أكثر من 6800 إصابة. وتقول ماركيز إنه من السابق لأوانه معرفة ما إذا كان ذلك مجرد وميض ضمن اتجاه حديث نحو الهبوط، أم أنه شيء أكثر خطورة. ولكن يجب أن يكون مصدر القلق الأكبر حاليا هو الدول الأكثر فقرا في المنطقة التي نجت -حتى الآن- من أن تشهد السيناريو الأسوأ. وقد شهدت كمبوديا في الشهر الماضي ارتفاعا حادا للغاية في تسجيل الإصابات، لدرجة أن زعيم البلاد، هون سين، قال إن بلاده «على شفا الموت». ويأتي كل ذلك في وقت تضعف فيه الاقتصادات ويتأثر فيه دخل الأسر بسبب تبعات القيود المفروضة منذ أكثر من عام لمكافحة تفشي فيروس كورونا. كما أن هناك عددا قليلا من الحكومات الحريصة على تكرار إجراءات الإغلاق التي تم فرضها في العام 2020.