ما زال التصعيد في غزة مستمراً، وما زالت الجهود المبذولة لوقفه لم تتوصل إلى أي نتائج حاسمة تؤدي إلى وقفٍ لإطلاق النار من الجانبين، فكل منهما له أسباب تعطل الوصول إلى حل، ولو مؤقتاً خاصة الجانب الإسرائيلي، ولكن السؤال في حال التوصل إلى تفاهمات، توقف إطلاق النار إلى متى سيستمر؟، ومتى ستبدأ الجولة الثانية؟ وإلى ماذا ستنتهي؟، أسئلة لا نجد إجابات عليها في ظل عدم الوصول إلى حل شامل وعادل يوقف نزيف الدم، ويقود إلى التنمية المستدامة. الأجنحة المتشددة سياسياً ودينياً في إسرائيل من الواضح أنها لا تؤمن بمبدأ السلام الشامل والعادل الذي يعني بعضاً من التنازلات غير الموجودة في قاموسهم السياسي، وهذا أمر واضح جلي، فكم من مبادرات وضعت على الطاولة تم رفضها من قبل الجانب الإسرائيلي تحديداً، وأهمها (مبادرة السلام العربية) التي كانت شاملة، وحددت الأطر العامة لسلام شامل عادل، غير أن التعنت الإسرائيلي وعدم وجود رغبة حقيقية للسلام أديا إلى عدم قبول إسرائيل، ومحاولة القفز عليها وتغييرها بما يتلاءم ومصالحها دون مصالح الطرف الفلسطيني، وبالتالي لم يتم العمل بها. المجتمع الدولي تقع على عاتقه مسؤولية كبرى في الوصول إلى اتفاق سلام كامل، لا تتم مجاملة إسرائيل فيه على حساب حقوق الشعب الفلسطيني الذي مهما طال الزمن سيحصل على حقوقه الشرعية على أرضه، وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، وبهذا فقط سيعم السلام المنشود حتى ولو بعد حين.