يبعد جبل تيأب 20 كلم شرقي المسجد النبوي ومن أسمائه ثيب وتيب ويتيب، وهو حد لحمى الشجر الذي يعد من خصائص المدينةالمنورة فبالإضافة إلى حرمها أضاف لها النبي صلى الله عليه وسلم حمى يحيط بها وحرم قطع الشجر داخل هذا الحمى. نزلت عنده غطفان في غزوة الخندق، وكان المكان علوا فجاءت إشارة الآية الجليلة: "إذ جاؤوكم من فوقكم ومن أسفل منكم.."، من فوقكم أي اليهود وغطفان، ومن أسفل منكم يعني قريشا في بئر رومة، وتيأب متوسط الارتفاع يحتضن سيل العاقول من الشرق، وطرفه الجنوبي يشكل مع بعض الجبال وادي الخنق، ويروى أن الجبل ارتبط بغزوة السويق التي تلت غزوة بدر، ويذكر صاحب الدر الثمين في معالم دار الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم غالي الشنقيطي -رحمه الله- أن هذا الجبيل إلى الشرق من جبل أحد، ويمر عليه الآن شارع المطار وقد أزيل كثير من هذا الجبيل من أجله، كما يقع عليه الآن خزان ماء تابع لمصلحة المياه، وعند هذا الجبيل نزلت غطفان في غزوة الخندق، وقد مر على هذا الجبيل بنو النضير بعد إجلائهم من المدينة وقد رثاهم أحد المنافقين بقوله: فإن أخي لو رأيت ظعائنا سلكن على ركن الشظاة فتيأبا عليهن عين من ظباء تبالة أوانس يصبين الحليم المجربا إذا جاء باغي الخير قلن فجاءة له بوجوه كالدنانير مرحبا ويسمى هذا الجبيل أيضاً ثيباً وتيباً وقد أخطأ البعض في ظنه أنه ثور، فثور معروف وتيأب معروف.