لا يبدو أن أياً من اتحاد كرة القدم بقيادة ياسر المسحل ورابطة دوري المحترفين ولا حتى أندية دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، مهتماً بمسألة زيادة مداخيل الاتحاد والأندية، ولا أدل من ذلك سوى عدم بحث ملف تسويق الدوري ومسابقات كرة القدم السعودية جزئياً على القنوات الخاصة إن في السعودية أو خارجها، مثل دول الخليج. يدرك القائمون على المسابقات، وعلى الكرة السعودية بشكل خاص أن مداخيل النقل التلفزيوني هي الأهم والأكبر في كل مسابقات العالم وأن الأندية والروابط تتفاوض بشراسة من أجل تعزيز هذا المورد المهم. على الرغم من أن الدولة تكفلت بتقديم دعم مليوني تاريخي في المواسم الأخيرة، إلا أن ثمة من اعتقد أن هذا الدعم سيكون كافياً، ولا يدفع للبحث عن المزيد من الإيرادات التي تخفف العبء عن كاهل الدولة، فالتساهل والتكاسل في مسألة تعزيز الإيرادات ليسا مقبولين في المجال الرياضي إن افترضنا أن هذه الكيانات تتعامل معه مثلما تنظر إليه الدولة كمصدر مهم يساهم في تعزيز النمو الاقتصادي وخلق الوظائف وتعزيز القوة الناعمة والصورة الذهنية للمملكة. في المقابل، ومن الناحية الفنية ومن حيث المحتوى فإن طرح مباريات الكرة السعودية وإتاحة الفرصة للقنوات الأخرى من داخل المملكة أو خارجها سيسهم في رفع وتيرة التنافس الذي سيصب في جودة النقل التلفزيوني وسيكون المشاهد أمام خيارات عدة، وهو ما يجبر كل القنوات على التحسين المستمر في طريقة النقل والبحث عن الأسماء المميزة في التعليق والتحليل فضلاً عن وجود فرصة لبروز أسماء إعلامية جديدة وكذلك محتوى البرامج الذي هو بالأصل يحتاج للمزيد من الابتكار والذي لن يتم في ظل حصرية بث المسابقات على منصة واحدة، وعدم دخول لاعبين جدد لسوق البث التلفزيوني لمسابقات كرة القدم السعودية. يتطلب هذا الأمر تحركاً من قبل وزارة الرياضة قبل الأندية والرابطة والاتحاد، فالمؤسسة الرياضية قادرة على تبني هذا التوجه الذي سيزيد من مداخيل الأندية، إذ سيكون ذلك مفيداً في تحسين مستوى المسابقات والتعاقدات وتقوية القدرات المالية للأندية في ظل وجود أنظمة الحوكمة والرقابة المالية، فعقود النقل تلك تعزز الاستدامة المالية وتقوي الموقف المالي للأندية والرابطة واتحاد كرة القدم معاً، إذ ليس منطقياً أن يبقى هذا المورد الحيوي معطلاً لمجرد أن الدولة تصدت لتأمين كل ميزانيات الأندية التي يجب أن تحاول الاعتماد على نفسها وتدفع الرابطة والاتحاد نحو بحث هذا الملف.