يعرف الموضع ببئر سلمان الفارسي رضي الله عنه ويسمى بالفقير والميثب أيضا، يقع في عالية المدينةالمنورة، وهو إحدى صدقات النبي صلى الله عليه وسلم من أموال مخيريق، وقصته كما عند ابن إسحاق: أنه كان حبراً عالماً، وكان رجلاً غنياً كثير الأموال من النخل، وكان يعرف رسول الله بصفته، وما يجد في علمه، وغلب عليه إلف دينه فلم يزل على ذلك حتى إذا كان يوم أُحد، وكان يوم أُحد يوم السبت، قال: يا معشر يهود، والله إنكم لتعلمون أن نصر محمد عليكم لحق، قالوا: إن اليوم يوم السبت، قال: لا سبت لكم، ثم أخذ سلاحه فخرج حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأُحد، وعهد إلى من ورائه من قومه إن قتلت هذا اليوم، فأموالي لمحمد يصنع فيها ما أراه الله، فلما اقتتل الناس قاتل حتى قتل، فكان رسول الله يقول: مخيريق خير اليهود، وقبض رسول الله أمواله، فهي عامة صدقات رسول الله بالمدينة. وقد غرس النبي صلى الله عليه وسلم حول البئر بيديه الشريفتين نخلاً لسلمان فأثمر جميعه من سنته، لينفذ أمر الله عز وجل ويشتريه وكان حينها مملوكاً، وروى السمهودي في خبر سلمان أن النبي الكريم اشتراه من قوم من اليهود بكذا وكذا درهماً، وعلى أن يغرس لهم كذا وكذا من النخل، وذكر أيضاً في قصة غرس سلمان: فما عطبت منها ودية ثم أفاءها الله على رسوله صلى الله عليه وسلم فهي الميثب، واليوم أحيط الموقع بسور معدني للحفاظ عليه كما بنيت مدرسة حكومية قربه.