حققت المملكة خطوات مهمة في ملف إدارة التراث وتسجيله ضمن القوائم العالمية خلال العام المنصرم 2020، حيث نجحت في إدراج (فن حياكة السدو) في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي لدى منظمة اليونسكو، وحصلت على عضوية لجنة التراث العالمي الثقافي المادي وغير المادي في منظمة اليونسكو. ومن ضمن جهود المسح والتنقيب في المملكة نشطت في محافظة العلا مجموعة من البعثات القائمة بأعمال المسح والتنقيب الأثري تحت إشراف الهيئة الملكية لمحافظة العلا، بالتعاون مع عدد من الجامعات المحلية والدولية ومراكز البحث العالمية، أطلقت الهيئة عام 2020م المرحلة الأولى من مشروع المسح الرقمي للمواقع التراثية الرئيسة في العلا التي شملت الحجر، ودادان، وجبل عكمة وأبو عود بدءاً بمقابر الحجر، وبدأت الهيئة أيضاً مشروعاً للمسح والتنقيب الأثري في منطقة واحة خيبر. كما حظيت أربعة مواقع أثرية من نفس العام بنصيب من جهود التنقيب شملت كلاً من جدة التاريخية في منطقة مكةالمكرمة، وثلاثة مواقع في منطقة الرياض، وبلغت بعثات التنقيب المحلية والدولية لهذا العام 13 بعثة شكلت المحلية منها 8 بعثات، بينما بلغت مواسم التنقيب الأثري في المملكة 40 بعثة أثرية منها 36 بعثة أثرية مستمرة، و4 بعثات علمية جديدة، إلا أن تداعيات الجائحة أدت إلى توقفها عن العمل، كما بلغ عدد القطع الأثرية التي استُعيدت من داخل المملكة هذا العام 64 قطعة أثرية. يشار إلى أن قطاع التراث في المملكة يحظى باهتمام كبير ينعكس في جهود تنميته واستثماره والمحافظة عليه باعتباره مكوناً أصيلاً للهوية الوطنية وشاهداً على تنوع تاريخها، وكغيره من القطاعات، تأثر نشاط التراث خلال عام 2020م، بعد إلغاء وتأجيل الكثير من الفعاليات التراثية بسبب جائحة كورونا، إلا أن ذلك لم يقف عائقاً أمام استمرار مشاريع التنقيب والترميم باتباع الإجراءات الوقائية، ومع صعود السياحة الداخلية في ظل توقف الأنشطة السياحية الثقافية الأخرى كالفعاليات والمهرجانات الحية، شكلت المواقع التراثية عام 2020م متنفساً للزوار لكونها من المواقع المفتوحة التي تسمح بتطبيق الإجراءات الوقائية، كما كان التراث حاضراً في معظم الأنشطة الافتراضية التي قامت بها القطاعات الثقافية عبر الفضاء الرقمي، وأبرزت ظروف الجائحة أهمية توظيف الوسائل الإلكترونية لدعم جهود توثيق التراث الثقافي غير المادي، وتوسيع دائرة المشاركة المجتمعية في هذه الجهود.