كشف تقرير الحالة الثقافية الصادر عن وزارة الثقافة عن اقتطاع الكتب الإلكترونية ما يصل إلى 6 % من مدخولات بيع الكتب في المملكة خلال عام 2020. كما كشف التقرير أن 80.64 % ممن يقرؤون الكتب الإلكترونية في المملكة سبق لهم شراء كتاب إلكتروني من الإنترنت، كما ذكر ربع المشاركين في عينة المسح الثقافي أنهم قرؤوا كتاباً إلكترونيا خلال عام 2020م. يأتي هذا التحول في سياق الانتشار التدريجي للكتاب الرقمي الذي تجاوز في بعض الأسواق المهمة ربع إيرادات نشر الكتب حول العالم، في الوقت الذي يواجه سوق نشر الكتب الإلكترونية جملة من الصعوبات التي تفسر أسباب الانخفاض، من بينها ارتفاع معدل اختراق الكتاب الرقمي، والتحديات التقنية المتعلقة ببرامج قراءة الكتب، والشركات الكبرى المطورة لها لا تركز اهتمامها على اللغة العربية، الأمر الذي أدى إلى قصور التقنية الداعمة للنشر الرقمي العربي، كما أدى بطبيعة الحال إلى ارتفاح الكلفة المادية لإنتاج الكتاب العربي، فأصبح البديل الوحيد لتجنب التكلفة العالية هو استخدام صيغ القراءة الشائعة مثل pdf، لكنها بالمقابل أكثر عرضة لانتهاكات حقوق الملكية الفكرية. كما أشار التقرير إلى إنفاق بعض المشروعات المختصة بإنتاج الكتاب الرقمي بالمملكة ما يعادل 60 % من ميزانيتها على النواحي التقنية، وهو استثمار قد لا تتحمله معظم دور النشر في ظل غياب طرف ثالث يوفر منصة آمنة وفعالة. كل هذه التحديات تبرر إحجام بعض دور النشر، وخاصة الصغيرة منها، عن الدخول في الصناعة الرقمية للكتب. وعلى الرغم من تلك التحديات، فإن الصناعة الرقمية للكتب أظهرت في الآونة الأخيرة مناخاً إيجابياً قد يدفع هذا الشق من القطاع باتجاه النمو، فمن جانب الطلب يقدم مسح المشاركة الثقافية مؤشرات إيجابية على قراءة الكتب الإلكترونية.