من النباتات التي ظهرت مع ربيع هذا العام بأودية الأسياح بشكل ملفت نبتة ما يعرف ب "شدق الجمل"، والتي يسميها المعالجون أيضا "عشبة الكبد"، وهي إحدى النباتات البرية التي يعتقد بأنها متعددة الفوائد رعويا وطبيا، وكانت من أهم النباتات التي ينتظرها البدو الذين يتلذذون بأكل جمار أو شحم أزهارها بعد نزع أشواكها بصعوبة، وغالبا ما يتخلصون من الأشواك للوصول للجمارة بضربها بعصى أو حجر، كما يستخدم مغليها في علاج المسالك، وغسولاً لطرد القمل من رؤوس الأطفال، وعادة ما تطعم للجمال التي منحها الله القدرة على قضم أشواكها المدببة بسهولة حتى تقاوم العطش وتقطع في سيرها مسافات مضاعفة دون حاجتها للماء وهو سر تسميتها ب "شدق الجمل"، حيث يوجد منها أنواع عديدة، ومن أشهرها الحقلي ويتميز بأزهاره الأرجوانية والقرمزية، وهو أكثر نعومة، والبري الذي يمتاز بكبر حجمه وقوة أشواكه، وينبت عادة مع هطول الأمطار الغزيرة في بطون الأودية وعند حوافها، وغالبا ما يظهر وسط غصون شجرة مكتملة النمو، وكلا نوعي شدق الجمل الحقلي والبري قد يستخدم طبيا لعديد من الأمراض، أهمها الجلدية وأمراض الكبد حتى سميت أيضا بنبتة الكبد، ويستخلص منها مستحضرات عشبية على شكل كبسولات لمعالجة أنواع أمراض الكبد، ومكملات غذائية طبيعية غالية. وتعد النبتة جاذبة لبعض الحشرات الطائرة والفراشات، وتجتذب أيضاً النحل من مسافات بعيدة، لكن النحالين رغم فوائد العسل الذي ينتج عنها يقول بعضهم: إنهم لا يحبذونها في كل الأحوال، ويحاولون تحاشيها؛ لأن أشواكها القوية عندما تهتز بفعل الرياح تصيب أو تشك النحل.