تقرير الاستخبارات الأميركية مبني على الظنون تلاحم الشعب مع القيادة أكبر رد على محاولي زعزعة الوطن قبل 28 شهراً تقريباً كانت قنصلية المملكة في إسطنبول محط أنظار العالم، وسط ترقب من المناوئين للمملكة بأنها لن تفي بما وعدت به من إجراء محاكمة لمن يثبت تورطه في مصرع المواطن جمال خاشقجي بشكل شفاف ونزيه. إلا أن صباح الاثنين 23 ديسمبر 2019 كان صادماً لهم حيث أعلنت النيابة العامة في المملكة صدور أحكام ابتدائية بالقتل لخمسة أشخاص، والسجن لثلاثة آخرين تورطوا في جريمة قتل المواطن جمال خاشقجي -رحمه الله-. تقرير احتوى على استنتاجات وتخمينات إلا أن القضية لم تنته عند ذلك الحد بعد إصدار الأحكام من القضاء السعودي، بل أعيدت قصة ابتزاز جديدة ولكن هذه المرة بشأن تقرير مدير مكتب الاستخبارات الوطنية الأميركية CIA تم تزويد الكونغرس به بشأن جريمة مصرع المواطن جمال خاشقجي -رحمه الله-. ولم يقدم التقرير سوى تخمينات عدة "نعتقد، نظن، من الممكن، قد يكون، ربما، نتوقّع"، وبعد 48 ساعة من الدراما المسبقة صدر تقرير الاستخبارات الموعود عن قضية مصرع المواطن جمال خاشقجي -رحمه الله- ما كتب فيه كلام مكرر، أما الجديد فهو ما قاله مراسل CNN: "التقرير ليس عن أدلة بل تقييم استخباراتي"، وقال: "لا يوجد smoking gun"، وورد في التقرير: "ليس مؤكداً حتى الفريق المتهم كان في رحلة للتخلص من خاشقجي". وأجمع خبراء ومحللون سياسيون أن التقرير محاولة فاشلة، وسبقها عشرات المحاولات الفاشلة لإعادة إحياء قضية خاشقجي لأغراض سياسية وإعلامية. فالتقرير هو رأي شخصي مبني على تقييم معدي التقرير أنفسهم، وحتى في ذلك أكدوا للعالم ما هو مؤكد ومعروف عن نزاهة قيادة المملكة وعدالتها، وعدم وجود أي دليل لتورطها وإدانتها، وهو مجرد تقييم مبني على تحليلات المحللين من دون دلائل دامغة. الكارهون رفعوا سقف آمالهم انتظروا بشغف نشر CIA لتقرير المواطن جمال خاشقجي، رافعين سقف آمالهم لما يمكن أن يتضمنه وما يمكن أن يتبعه من تحقيق أمانيهم المملوءة بالغل تجاه السعودية وقيادتها، وظهر التقرير بتكهنات ومن دون أدلة ملموسة، ومن دون جديد يُذكر، وتحولت أمانيهم إلى سراب وخاب أملهم كالعادة. فاستراتيجية "خرطوم الأكاذيب" سياسة إعلامية يلجأ إليها في حال رغبت من الآخرين أن يُصدقوا قصة مختلقة، هذا تمامًا ما حدث خلال الأسبوعين الماضيين، "تهديدات، وتسريبات، ورفع توقعات.." وكل ذلك من أجل الشيطنة ولا شيء غيرها. المتتبع لسلوك بعض أعضاء الكونغرس والصحفيين المحسوبين على الإعلام اليساري، يمكنه الوصول إلى نتيجة واحدة فقط، وهي أنهم يريدون أن يُقدموا روايتهم بأنها حقائق دامغة حتى لو افتقرت للدليل والإثبات. اليوم انكشف غطاء الأكاذيب، وحق لنا من قبل ومن بعد أن نفخر بقيادة شجاعة وحكيمة تحملت مسؤوليتها قبل الجميع، وحققت العدالة، وانتصرت للمجني عليه ولعائلته، وقدمت المتسببين للقضاء ونالوا جزاءهم العادل، بينما لا تزال بعض الدول تُسيس هذا الملف بحثًا عن مصالحها الخاصة وليس إنصافًا للإنسان. الرد السعودي واضح منذ البداية وأصدرت وزارة الخارجية السعودية بيانًا توضح فيه أن قضية جمال خاشقجي تمثل عملاً إجرامياً بشعاً ضد مواطن سعودي، كان ضمن مرتكبيه مواطنون سعوديون، وقد اتخذت المملكة الإجراءات القضائية كافة لمحاسبة المسؤولين والإجراءات الكفيلة كافة بعدم تكرار هذه الجريمة، كما رحبت أسرة خاشقجي، بالإجراءات التي اتخذتها حكومة المملكة في هذا الشأن. وأكدت وزارة الخارجية أن المملكة لا تنتظر تبرئة أو إدانة من أحد، فالوقائع معروفة وقد تم إجراء التحقيقات والمحاكمات اللازمة كافة، ونأمل أن يشكل هذا التطور فرصة للبعض ممن يستغلون هذه الجريمة المؤسفة لاستهداف العلاقات الثنائية بين البلدين، أن يتوقفوا عن السعي لتسييس هذه الجريمة النكراء وأن يحترموا أسرة جمال خاشقجي وذكراه. لن تفلح محاولات تسييس القضية وأوضحت وزارة الخارجية أن تقرير مدير مكتب الاستخبارات الوطنية الأميركية اعتمد على استنتاجات لا يمكن الجزم بصحتها، ولن تفلح محاولات أعداء المملكة في تصوير هذه الاستنتاجات كحقائق بهدف تسييس قضية خاشقجي. أحداث سجن أبو غريب شاخصة أمام الجميع ونستذكر بأن الأخطاء والتجاوزات تحدث في كل دول العالم مهما كانت قوة النظام، ويبقى دور الدولة في معاقبة مرتكبي تلك التجاوزات واتخاذ أشد الإجراءات لضمان عدم تكرارها، وهو ما قامت به حكومة المملكة، ولا ننسى ماحصل في سجن أبو غريب من قبل عناصر من القوات الأميركية تجاوزوا الصلاحيات الممنوحة لهم وقاموا بتعذيب المساجين العراقيين ولم يكن يعلم بفعلهم رئيس الولاياتالمتحدة ولا نائب الرئيس ولا وزير الخارجية، والجميع شاهد في الماضي كيف أن بعض التقارير الاستخبارية المبنية على استنتاجات خاطئة ترتب عليها نتائج كارثية في منطقتنا، كالحرب على العراق التي بنيت على معلومات استخبارية خاطئة. المملكة فتحت المجال لحضور المحاكمات وحصلت المملكة على إشادات عالمية بعد أن طبقت القانون وقامت بمحاكمة المتهمين في جريمة قتل خاشقجي، وقد حضر جلسات محاكمتهم ممثلون من الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن كما حضر محاكمتهم ممثل لتركيا، إضافة إلى حضور ممثلي المنظمات الحقوقية السعودية وأبناء المجني عليه مما يعكس منهج الشفافية التي طبقتها السلطات القضائية السعودية بما يتناسب مع أنظمتها المعتمدة. الشراكة بين المملكة وأميركا قوية وأزلية وعادت وأكدت وزارة الخارجية السعودية أن الشراكة بين المملكة والولاياتالمتحدة هي شراكة قوية وتاريخية ومتينة، وتعمل المؤسسات في البلدين على تعزيزها في مختلف المجالات، وتكثيف التنسيق والتعاون بينهما لتحقيق أمن واستقرار المنطقة والعالم. وأوضحت الخارجية أن المملكة حليف استراتيجي للولايات المتحدة وتتطلع إلى تعزيز العلاقات معها في مواجهة التحديات المشتركة، وتكثيف الجهود للتعاون في مختلف الملفات والموضوعات ذات الاهتمام المشترك بما يحقق مصالح البلدين. الشعب السعودي يقف خلف قيادته دائماً المفرح والمبهج في هذه الأحداث هي وقفة الشعب السعودي وتحييد المناوئين ضد بلدهم، وأكدت تلك المواجهة أن الشعب السعودي يقف خلف قيادته الرشيدة ويثق فيما اتخذته من قرارات للتعامل مع قضية خاشقجي ومنع تكرار مثل هذه الحادثة، ولن يتأثر الشعب بمحاولات تسييس قضية خاشقجي أو أي محاولات لإشغاله عن القيام بدوره في مساندة قيادة المملكة في جهودها لبناء مستقبل مزدهر لشعبها من خلال رؤية 2030. وقال الشعب السعودي كلمته للعالم أجمع "نثق بإجراءات القضاء في بلدنا وكفاءة ومهنية القضاة"، فيما عبرت أسرة جمال خاشقجي عن رضاها عن الإجراءات القضائية التي تم اتخاذها للتعامل مع القضية وثقتهم في أن أحكام القضاء كانت عادلة وتمثل رادعاً لكل مجرم ومسيء.