في قاعة المشاهير لأعظم الرياضيين في التاريخ، يحتل توم برايدي مكانة خاصة بعد فوزه بلقبه السابع (رقم قياسي) في كأس "سوبر بول" لكرة القدم الأميركية، أي بلقب واحد زائد عن مايكل جوردان في الدوري الأميركي للمحترفين في كرة السلة، خصوصاً مع استمراريته في سنه برياضة تتطلب جهداً بدنياً كبيراً، في المتوسط، تستمر مسيرة لاعب في كرة القدم الأميركية لنحو أربع سنوات وثلاثة أشهر. أما بالنسبة لبرايدي، فها هو بعد 21 عاماً، أي أقل بقليل من نصف عمره (43 عاماً)، يواصل كتابة أسطورته بأحرف من ذهب، رغم ما يقارب 150 إصابة تعرض لها بعضها خطير في الركبتين، من دون حساب الارتجاجات الدماغية التي تدمّر أحياناً مشوار اللاعب إن لم تود بحياته. تشرح أخلاقياته في العمل ونمط حياته الصحي وموهبته وعلمه في اللعبة وتعطشه للانتصارات، أشياء كثيرة، ولكن ليس كل شيء.لأن هناك ذلك اللغز الذي لا يسبر غوره والذي يجعل "توم الرائع" يبدو وكأنه يتجدد ويتحسن عندما يلعب. فما يجعله فريداً هو قاعدته بأن الاستدامة والفوز يأتيان معاً. حصد برايدي آخر أربعة ألقاب له حينما كان في عمر 37 و39 و41 و43، وهي أعمار نادراً ما تجد لاعبين فيها ما زالوا يمارسون أي نوع من الرياضة، لا بل ويتألقون.