عاش العالم الإيراني محسن فخري زاده الذي اغتيل الجمعة حياة تكتنفها السرية لدرجة أن سنه كان سراً من الأسرار المحكمة غير أن جانباً كبيراً من البرنامج السري الذي يعتقد أنه أداره لصنع سلاح نووي كان معروفاً منذ فترة طويلة. فقد قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية: إنها تشتبه أن فخري زاده أشرف على أبحاث سرية لتركيب رأس حربي على صاروخ باليستي واختبار مواد شديدة الانفجار تلائم السلاح النووي وكذلك تخصيب اليورانيوم. وتصر إيران على أنها لم يكن لديها مثل هذا البرنامج أو أي طموح لصنع القنبلة النووية، وتعتقد الوكالة الدولية والمخابرات الأميركية أن إيران كان لديها برنامج لصنع سلاح نووي وأنها أوقفته في العام 2003. وكانت الشكوك التي تراود الغرب خشية أن تستأنف إيران ذلك البرنامج محور الاتفاق الذي تم إبرامه عام 2015 ووافقت طهران بمقتضاه مع القوى العالمية على تقييد أعمالها في المجال النووي مقابل رفع العقوبات المفروضة عليها. ويعد اغتيال فخري زاده ضربة لإيران في ضوء الحراسة اللصيقة التي كان يتمتع بها وابتعاده عن العيون، غير أن مسؤولين إيرانيين يقولون: إن إيران لديها شبكة من العلماء لشغل أي فراغ ينشأ. ويوم السبت وعد المرشد الإيراني علي خامنئي بالانتقام لمقتل فخري زاده وقال: إن على المسؤولين مواصلة "الجهود العلمية والتقنية التي بذلها الشهيد فخري زاده في كل المجالات التي كان يعمل فيها". وكانت إيران قد رفعت مستوى العمل في المجال النووي بعد انسحاب واشنطن من اتفاق 2015 فتجاوزت الحدود المنصوص عليها في الاتفاق فيما يتعلق بإنتاج اليورانيوم المخصب الذي يمكن تطوير تخصيبه ليصبح جاهزاً للاستخدام في السلاح النووي ولكن طهران لاتزال تملك كمية أقل بكثير من المخزون الذي كان لديها قبل 2015.