تبادلت أرمينياوأذربيجان السبت جثامين عدد من الجنود القتلى عقب وصول القوات الروسية للإشراف على وقف إطلاق النار في منطقة ناجورنو كاراباخ المتنازع عليها بين الدولتين الجارتين. وسلمت أذربيجانلأرمينيا عددا غير محدد من جثامين الجنود الذين قتلوا خلال الاشتباكات في بلدة شوشي. وفي المقابل، سلمت أرمينيا جثامين ستة جنود لأذربيجان. وتم الاتفاق على تبادل الجثامين مطلع الأسبوع في إطار اتفاق إنهاء القتال. ومن ناحية أخرى، قالت وزارة الصحة الأرمينية عبر موقع «فيسبوك» إن الطب الشرعي فحص 2317 من الجثامين، بينها تلك التي لم يتم تحديد هويتها. ولم يتضح بعد عدد المدنيين الذين قضوا جراء القتال. وقالت ألينا نيكوغوسيان الناطقة باسم وزارة الصحة الأرمينية عبر فيسبوك «حتى الساعة تسلم جهاز الطب الشرعي جثث 2317 عسكريا بينها جثث لم تحدد هوية أصحابها». وأوضحت أن عملية تبادل الجثث مع أذربيجان لا تزال في بداياتها مشيرة إلى أن «الأطراف المتحاربة لا تمتلك حتى الآن أرقاما نهائية». في المقابل، لم تكشف أذربيجان عن الخسائر البشرية في صفوف قواتها مكتفية بالإعلان عن مقتل 93 مدنيا. وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من جهته الجمعة أن المعارك في ناجورنو كاراباخ اسفرت عن أكثر من أربعة آلاف قتيل وثمانية آلاف جريح فضلا عن عشرات آلاف النازحين. ووقعت روسياوأرمينياوأذربيجان اتفاقا أوائل الأسبوع الجاري لإنهاء القتال الدامي الذي استمر ستة أسابيع بين الجمهوريتين السوفيتيين سابقا بشأن المنطقة المتنازع عليها. وبموجب هذا الاتفاق، استعادت أذربيجان مناطق شاسعة كانت تحت السيطرة الأرمن منذ مطلع التسعينات. وأشعل سكان قرى في ناجورنو كاراباخ من المقرر أن تستعيد أذربيجان السيطرة عليها الأحد، النيران في منازلهم السبت قبل فرارهم نحو أرمينيا، بحسب ما أفاد مراسل لوكالة الأنباء الفرنسية. وقال صاحب أحد هذه المنازل متجهّم الوجه وهو يرمي ألواحا خشبية مشتعلة وخرق مبللة بالوقود في محاولة لإضرام النار في أرضية غرفة الجلوس في منزله الفارغ «هذا منزلي، لا يمكنني تركه للأتراك». وتظاهر آلاف الأشخاص الجمعة في العاصمة الأرمينية يريفان احتجاجا على توقيع رئيس الوزراء اتفاق وقف إطلاق النار في ناجورنو كاراباخ الذي يكرس نصرا عسكريا لأذربيجان. وتجمع المتظاهرون الذين حمل بعضهم لافتات كتب عليها «نيكول خائن» في إشارة إلى رئيس الوزراء نيكول باشينيان، في وسط يريفان للاحتجاج على الاتفاق. وأفرج القضاء الأرميني عن شخصيات معارضة أوقفت عقب أعمال شغب احتجاجا على توقيع هذا الاتفاق، وكتب محامي جاغويك تساروكيان، زعيم حزب «أرمينيا المزدهرة»، على فيسبوك إن موكله أطلق سراحه لأن «احتجازه كان غير قانوني». كذلك، أعلن عدد من المحامين الآخرين للمعارضين العشرة الذين أوقفوا الخميس، إطلاق سراح موكليهم للأسباب نفسها. وقد ألقي القبض عليهم، وفقا لمكتب المدعي العام، بتهمة «التنظيم غير القانوني لاضطرابات جماعية عنيفة»، وهي جريمة يعاقب عليها بالسجن لمدة 10 سنوات. وخلال ليل الاثنين الثلاثاء، تعرض مقرا الحكومة والبرلمان للاقتحام والنهب جزئيا من جانب مئات المتظاهرين الغاضبين.