رحيل الأمير خليفة بن سلمان.. شاهد تاريخ البحرين

نعى الديوان الملكي في مملكة البحرين صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء في مملكة البحرين الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى صباح أمس في مستشفى مايوكلينك في الولايات المتحدة الأميركية، فيما ستتم مراسم الدفن بعد وصول جثمانه رحمه الله إلى مملكة البحرين وسوف تقتصر مراسم الدفن على عدد محدد من الأقارب.
وقد أمر صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البحرين بإعلان الحداد الرسمي أسبوعاً مع تنكيس الأعلام وتعطيل العمل في الدوائر الحكومية لمدة ثلاثة أيام، ابتداءً من اليوم الخميس.
وكان الأمير الراحل شاهدا على بناء مملكة البحرين منذ تأسيسها، وعلى المراحل السياسية التي مرت بها، حيث شغل منصبه منذ استقلال المملكة الخليجية عام 1971، وكان شخصية رئيسة في نظام الحكم فيها.
وخلال فترة ولايته التي امتدت لنحو خمسة عقود، وهي الأطول لرئيس حكومة على مستوى العالم، عايش رئيس الوزراء الراحل النقلات الكبرى للدولة الصغيرة.ولد صاحب السمو الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، في يوم الأحد الموافق للرابع والعشرين من شهر نوفمبر عام 1935. بعد عامين وبضعة أشهر من مولد أخيه الأكبر صاحب السمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه. ونشأ سموهما في رعاية والدهما المغفور له سمو الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة حاكم البحرين (1942 - 1961) فبدأ بتعليم القرآن الكريم على يد واحد من أشهر المشايخ في البحرين في ذلك الوقت. ولم يكد سمو الشيخ خليفة يبلغ السابعة من عمره حتى أصدر الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة حاكم البحرين أوامره بأن ينتظم مع أخيه في حضور مجلس سموه. وهناك بدأ الاطلاع على مشاكل مواطنيهما وما يشغل اهتمامهم، وعلى السياسة الحكيمة التي ينتهجها والده -رحمه الله- في إدارة شؤون الحكم. وهناك أيضا تعلما مبادئ حسن الاستماع وإكرام الضيف واحترام الكبير وغير ذلك من أسس الخلق القويم.
ولم تمض سوى فترة قصيرة حتى بدأ سموهما تعليمهما النظامي، على يد مجموعة من أكفأ معلمي ذلك الوقت ليقوموا بتعليمهما المواد الأساسية، وذلك قبل التحاقهما بإحدى المدارس التابعة للحكومة. وفي عام 1957 ابتعث الشاب خليفة للدراسة في بريطانيا على فترات متقطعة حتى عام 1959.والأمير خليفة -رحمة الله- متزوج وله ثلاثة أبناء هم: محمد (متوفى) وعلي وسلمان وكان الفقيد يحرص على الالتقاء الدوري، برجال الفكر والخبراء المتخصصين في البلاد، ويدعوهم -رحمه الله-، إلى قصره مساء، ليتداول معهم، في الشؤون المختلفة. كما كان الفقيد يستقبل في ديوان سموه، الكثير من رسائل المواطنين، الذين يكتبون لسموه، تعبيرا عن اعتزازهم وإكبارهم، لمسيرته المشرفة، أو لطلب المساعدة، في أمر حيوي أعجزهم، وفي العادة، فإن سموه، يبدي حرصا خاصا، للاطلاع على بعض الرسائل المميزة، ويوجه غالبا بإجابة هذه الطلبات، أو تحويلها للجهات المختصة بتوصية من سموه.