تجسيداً للدور الطبي العالمي الذي تقوم به المملكة ممثلة في قيادتها الحكيمة -رعاها الله- وقطاعاتها الصحية لمواجهة جائحة كورونا المستجد (كوفيد–19)، نشرت مجلة Cureus الطبية في سان فرانسسكو بالولايات المتحدة الأميركية كشفاً توصل له فريق طبي سعودي يعمل في مركز الأمير سلطان لمعالجة أمراض وجراحة القلب بالأحساء، تمثل في سلوك مريع لفيروس كورونا، يستهدف فيه تدمير أصل الحياه المتمثل في أنسجة نبض القلب البشري، وذلك في سلوك محير بانتقائية شديدة دون أي أثر إكلينيكي يذكر في باقي الأعضاء. حالة فريدة عالمياً كشف ذلك ل"الرياض" رئيس فريق البحث استشاري أول القسطرة الكهربائية واضطرابات النبض د.عبدالله بن عبدالرحمن العبدالقادر، مبيناً أنّ الحالة التي تم نشرها في مجلة Cureus الطبية هي حالة فريدة عالمياً من نواحي المرض الديموغرافية والمناعية النسيجية، حيث صاحب غزو فيروس كورونا المستجد لجسم شاب في الثالثة والثلاثين من عمره وهو في صحة ممتازة، وغياب تام لأي أثر إكلينيكي أو تفاعل مناعي للعدوى، ما عدا حمى بسيطة وصداع، دون أي ارتفاع في الخلايا المناعية للدم، تلا ذلك ضربات دقيقة ومتسارعة لجهاز النبض والتوصيل الكهربائي للقلب، مما أدى إلى هبوط حاد في الدورة الدموية والضغط لذلك الشاب. ضربات متلاحقة وأوضح د.العبدالقادر أنّ الحالة أجريت لها فحوصاً مكثفة لاستقصاء ما يجري في جسده، مما استدعى نقله من قلب صحراء الربع الخالي -حيث يعمل مهندساً بترولياً- إلى أحد المستشفيات العامة، ومن ثم إلى مركز الأمير سلطان لمعالجة أمراض وجراحة القلب بالأحساء، حيث عاينه فوراً الفريق الطبي المختص بكهرباء القلب واضطرابات النبض والمنظمات، وبرهنت المتابعة اليومية الدقيقة على أن حالة التجرثم الناتج عن فيروس كورونا قد سددّت ضربات تفاعلية متلاحقة في الغدة النابضة، والغدة الجيبية، والتوصيلات النسيجية التابعة لها، مما أدى إلى هبوط شديد في النبض إلى مستوى 32-42 نبضة لكل دقيقة، مصاحبة لدوار وهبوط شديدين، الأمر الذي استدعى وبصورة إسعافية إجراء قسطرة لتثبيت نابض مؤقت، ولأنّه تمت مراقبة النبض لمدة 18 يوماً دون علامات مشجعة لأي تعافٍ لنبض القلب، ولهذا قرر الفريق المعالج زرع نابض ومنظم دائم ثنائي الغرفة، مع خاصية التكيف الجهدي، حيث استقرت بعدها حالة المريض وجميع مؤشراته الحيوية. حالة ممتازة وأشار د.العبدالقادر إلى أنّه في اليوم التالي، خرج المريض من المستشفى في وضع صحي ممتاز، ويؤشر عمر المصاب وحالته الصحية السابقة الممتازة حالة استثنائية، كون عدوى كوفيد-19 تنتشر في كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، ومن المعلوم أنه وحتى اللحظة، لم يصل الباحثون إلى أدوية نوعية مضادة للفيروس بصورة قاطعة متفق عليها دولياً، ويتم التعامل مع الحالات المصابة من خلال العلاج الداعم، مثل تعويض السوائل والدعم بالأكسجين، مع مراقبة ودعم الأعضاء الحيوية الأخرى التي قد تكون مصابة في الوقت ذاته مع استخدام الهيدروكورتزون، أوالهيدروكسي كلوروكوين، والأزيثرومايسين، والفيتامينات، والمعادن الداعمة. معرفة السلوك وأكّد د.العبدالقادر على أنّ أهمية مثل هذه البحوث، تكمن في أنها الطريق العلمي الأمثل الذي يجب اتباعه للوصول إلى معلومات مؤكدة بخصوص السلوك الحقيقي لهذا الفيروس المستجد، من خلال فك شفراته التي يتم تتبعها من كيفية إنتان وتدمير أنسجة معينة في اختيارية دقيقة، تنم عن أسرار تكوين هذا الفيروس وخصائصه المناعية، وبتراكم المحصول المعرفي في هذا الاتجاه يمكن للباحثين المعالجة الإحصائية الدقيقة باستخدام برامج حاسوبية معروفة ذات ذكاء صناعي، يؤهلها للإفصاح عن حقائق لم تكن معروفة عن الفيروس، وهي الطريق الأمثل لأي صناعة دوائية أو علاج فيزيائي يكون كفيلاً بقتل هذا الفيروس ومنع تكاثره، وبالتالي الشفاء التام منه وإنقاذ البشرية من ويلاته بإذن الله. وشدد على الأهمية القصوى لنشر الوعي العام في الأوساط الطبية العالمي،ة لمثل هذه الانتقائية القاتلة ل "كوفيد-19" في مهاجمة نبض القلب، ورفع درجة مؤشر الشك لمثل هذه الإصابة، وكذلك تنشيط البحث العلمي والنسيجي المناعي لمثل هذه الحالة، كجزء من التراكم العلمي المعرفي العالمي لإجهاض هذا الوباء القاصم، وكبح ضرره عن البشرية جمعاء. الأعراض الشائعة وأضاف د.العبدالقادر أنّ الإصابة بعدوى فيروس كوفيد-19، لها أعراض معروفة تتمثل في الحُمّى، والقشعريرة، والتهاب الحلق، وسيَلان الأنف، والصداع، والسعال، والتعب، وفقدان حاستي الشم والذوق، وقد تتطور إلى ضيق في النَفَس أو صعوبة في التنفس، وآلام العضلات، وألم الصدر، والتهاب الملتحمة، ومن الأعراض الأقل شيوعاً الطفح الجلدي، والغثيان، والقيء والإسهال، لافتاً أنّ الأعراض التنفسية تعد أساس هذا المرض، والذي يحمل اسماً بديلاً هو "الحمى التنفسية الشرق أوسطية الثانية"، وتعتبر إصابة عضلة القلب والشرايين التاجية واضطرابات النبض أحد العوارض المتكررة المصاحبة لهذا المرض. كائب عجيب وبيّن د.العبدالقادر أنّه في ظل الاهتمام الدولي لجائحة العصر الحديث الأعظم المتمثلة في وباء كورونا المستجد، تتسابق الدوائر العلمية العالمية الرصينة للكشف عن أسرار هذا الكائن العجيب، وفي ظل استمرار الاستنزاف الدولي الضخم لما يُعرف الآن باسم فيروس المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة كورونا 2 (سارز كوف 2) (SARS-CoV-2)، والذي ضرب العالم أجمع في مقتل، حيث صنفت منظمة الصحة العالمية مرض كورونا 2019 (كوفيد 19) كجائحة. وأضاف: "في ثنايا الشكوك والاتهامات المتبادلة في، من هو المتسبب؟ وكيف هو العلاج؟ يبرز للعيان الدور المؤثر لشرف العلوم والعلماء في الكشف العلمي الدقيق لسلوك هذا الفيروس المستجد في الساحة الإكلينيكية الطبية، والتي يجب أن تقود الساحة البحثية، كما تستوجب بروتوكولات العلوم، لغرض إيجاد حلول طبية لهذه الجائحة التي تم الإبلاغ عن أكثر من 38.756.289 مليون إصابة بها في كافة دول العالم، مما أدى إلى أكثر من 1.095.216 حالة وفاة حتى قبل يومين من كتابة هذا التحقيق". تخطيط كهربائي للقلب سليم في البداية يتبعه تدهور في النبض قسطرة الشرايين التاجية توضح سلامتها من التغيرات المرضية نابض كهربائي ثنائي الغرفة مزروع في الأذين الأيمن والبطين الأيمن المجلة الأميركية تنشر بحث الفريق الطبي السعودي