السادس من صفر 1442ه الموافق ل23 سبتمبر 2020 حلت ذكرى اليوم الوطني المجيد على وطننا الغالي وفي هذا اليوم تذكرنا يوماً عظيما تم فيه ولادة هذا الكيان العظيم في يوم الخميس الحادي والعشرين من جمادى الأولى العام 1351ه الموافق لليوم الثالث والعشرين من سبتمبر الأول من الميزان من العام 1932م وقبل توحيد المملكة العربية السعودية كانت حالة الفوضى والاضطرابات وانعدام الأمن تسود الجزيرة العربية في جميع أرجائها وكان الفقر والجوع والمرض يفتك بسكانها إلى أن قيض الله لها المؤسس الملك عبدالعزيز رحمه الله ومن واقع ذكرى هذا اليوم التاريخي نتذكر تلك الأعمال الجليلة التي قام بها الملك عبدالعزيز ورجاله رحمهم الله رحمة واسعة وتتمثل بتوحيد هذا الوطن وإعادة تكوينه ولم شتاته بهمة أولائك الرجال الأوفياء الذين ضحوا بدمائهم وأنفسهم وبما يملكون من أجل إقامة هذا الوطن وعلى ترابه الطاهرة وتحقيق معنى لا إله إلا الله محمد رسول الله وإقامة حدود الله على أرضه كما أمر الخالق بكتابه العزيز قال سبحانه: (إن تنصروا الله ينصركم) ومحاربة الجهل والجوع والمرض بهمة فولاذية وبأس قوي لا يهاب الفشل والهزائم وبذا فقد توفرت كل مقاومات الدولة العظمى ورسخت أوتادها في أعماق الأرض وذكرى اليوم الوطني ليس هو يوم عادي بل هو يوم يحس فيه كل مواطن وحتى المقيم بما يتمتع به من أمن وأمان ورخاء وازدهار وصحة نراها تاجا على رؤوس الأصحاء فحينما نتذكر وباء الجدري والحصبة وما يحصدانه من الأنفس وما يطفئه الجدري من العيون نرفع الأكف إلى الله شاكرين على الوضع الصحي الحاضر وما وفرته الدولة من صروح طبية تماثل الكثير من المستشفيات العالمية مستخدمة أحدث الأجهزة عالية الدقة يقوم عليها نخبة أطباء من أبناء الوطن وذكرى يوم توحيد المملكة التسعين يدعونا إلى أن نستحضر المراحل التي مرت بها أمتنا العظيمة من الظروف الصعبة التي لم تزد أسلافنا إلا قوة وتلاحما وأن نتذكر مسيرة وطننا الغالي عبر التسعين عاماً وما تخللها من قيادات فريدة توالت على كرسي الحكم فيه فبعد الملك المؤسس عبدالعزيز قاد الوطن الملك سعود وثم فيصل فخالد وثم فهد فعبدالله رحمهم الله رحمة واسعة وأخيرا حمل أمانة هذا الكيان وقاد سفينته إلى بر الأمان هذا الرجل الصالح المصلح الملك سلمان بن عبدالعزيز أمد الله بحياته وشد عضده بولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان وفقه الله، وأخيرا وبعد هذا السرد عن ذكرى يوم وطننا الغالي أهمس بأذن كل مواطن أقول لنعلم أن اليوم الوطني ليس مجرد رقماً تاريخياً بل هو عيد الاحتفال بالمثل العليا لتأسيس هذا الوطن، نستذكر فيه وبكل تقدير واحترام تضحية أسلافنا الذين خدموا هذا الكيان العظيم وكرسوا حياتهم من أجل أن نعيش نحن بخير وأمن واطمئنان، وأمن هذا الوطن فوق كل اعتبار وحبه في قلوبنا ليس لنا فيه خيار، فعش يا وطني وبكل الهمم سنصعد بمشيئة الله أعلى القمم عش يا وطني عش يا وطني والسلام.