بقلوب يقفز منها الفرح، وعيون يملؤها الأمل والتفاؤل، نستقبل جميعاً ذكرى اليوم الوطني للمملكة، متباهين بوطننا الغالي بين الأوطان، نرفع رؤوسنا إلى عنان السماء، ونفتخر لأننا أبناؤه الذين ننعم فوق ترابه بالأمن والأمان ورغد العيش. ففي مثل هذا اليوم، قبل 90 عاماً، شهد العالم بأسره ميلاد وطن جديد، تحت مسمى «المملكة العربية السعودية»، تحت قيادة المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -طيب الله ثراه- ليصبح خلال عقود قليلة دولة بحجم أمة، تنشر العدل والسلام، وتعزز التآخي والترابط بين البشر، في مشهد لا يتكرر إلا في هذه البلاد الطاهرة، ورغم مرور السنوات، إلا أن مبادئ المملكة وثوابتها التي قامت عليها، مازالت راسخة حتى يومنا هذا. تأتي مناسبة اليوم الوطني للمملكة في أعقاب أكبر أزمة صحية يعانيها العالم في العصر الحديث، في هذه الأزمة، كانت المملكة نموذجاً يُحتذى به في التعامل النبيل والإنساني مع الجميع، في الداخل والخارج، من خلال مجموعة مواقف، طغى عليها الإيثار والتضحية بالمال والجهد والتفكير من خارج الصندوق، من أجل أن يعيش الجميع في سلام وأمان. يأتي يوم الوطن، ونحن نتلقى المزيد من مؤشرات التقدم والازدهار التي تبعث بها إلينا رؤية 2030، لتخبرنا بأننا سائرون على الطريق الصحيح، في إعادة بناء الوطن على مرتكزات قوية وصلبة، تضمن التفوق السعودي في كل المجالات الاقتصادية والاجتماعية. يأتي يوم الوطن، في وقت تقود فيه المملكة العالم، وترسم سياساته، وتحدد أولوياته بنجاح باهر، من خلال رئاستها لقمة العشرين، التي استثمرتها السعودية للفت أنظار الدول الكبرى بأن هناك دولاً فقيرة تحتاج الدعم والمؤازة، حتى تكون قادرة على مواجهة جائحة كورونا، في مشهد يؤكد أن «مملكة الإنسانية» ليس لقباً بقدر أنه وصف دقيق لهذه البلاد. تسعون عاماً، تمر من عمرك يا وطن، وأنت مزدهر ومتلألئ بين الأمم، تخطط لمستقبلك كما يحلو لك، وتوثق صفحات تاريخك وتعيد كتابتها بالصياغة التي تُرضيك، وتصنع معجزاتك بسواعد أبنائك، فيتابعها العالم ويتعجب من إصرار السعوديين على تطوير وطنهم، متسلحين بعزيمة لا تلين، وإصرار لا ينكسر. في هذا اليوم نجدد الولاء لقيادتنا الرشيدة، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ونعاهدهما على السمع والطاعة، ونؤكد للجميع أن أحلامنا تعانق السماء، وأن طموحنا لا حدود له، وكل يوم نحن قادرون على أن نحقق المزيد مما نحلم به ونتمناه.. حماك الله يا وطن التوحيد والمبادئ.