لم تعد الحملات المسيسة ضد المملكة وضد رموزها قابلة للتصديق ولم تعد قادرة على نيل استعطاف المجتمعات والشعوب التي كانت تجهل الحقائق بعد أن أظهرت طريقة تعامل الدولة خلال مجابهة جائحة كورونا وحرصها على رعاياها من كان منهم "داخل المملكة أو خارجها" حقيقة العلاقة التي تربط المواطن السعودي بقيادته وخصوصية تلك العلاقة القائمة على الثقة والتلاحم وأن هدف القيادة السعودية الأول هو مصلحة مواطنيها وتحقيق أحلامهم وآمالهم وطموحاتهم في اقتصاد وطني مزدهر، كما أن الشفافية والوضوح في حرب المملكة ضد الفساد ومساواتها التعامل مع الجميع في تلك القضايا دون تفريق بين أمير أو وزير أو موظف أو أي شخص دخل في قضية فساد قد أفقد تلك الحملات الممنهجة للإساءة للمملكة وقادتها القدرة على نيل تعاطف العموم في مختلف مجتمعات العالم، ولعل في وضوح الأمور خلال محاربة كورونا والفساد مدعاة لتعامل الإعلام العالمي النزيه بموضوعية مع الحملة الموجهة ضد المملكة حاليا بالتزامن مع ادعاءات سعد الجبري المسؤول السابق المتهم بالفساد والاختلاس والتزوير. الحملات المسيسة ضد المملكة وضد رموزها وقيادتها ليست بالأمر الجديد فخلال العقود الماضية واصلت العديد من وسائل الإعلام ومن الجماعات والأفراد وحتى الدول حملاتها الممنهجة للإساءة للسعودية وقادتها ورموزها ولم يترك من يقف وراء ذلك شاردة أو واردة إلا وضمنها تلك الحملات التي أوغلت خلالها في تزييف الأمور وتضخيمها وتلاعبت بالحقائق بهدف الإساءة للمملكة وقيادتها لأسباب متعددة منها العداء الصريح للسعودية ومنها محاولة الابتزاز وفرض نوع من الضغوط تمهيد لنيل مصالح ومنافع ما. ولكن الجديد حاليا هو ما عاشه العالم في مواجهته لجائحة كورونا وكيف تعاملت الدول والحكومات مع تلك الجائحة وماذا قدمت لرعاياها ومواطنيها، ولقد شاهد الجميع في كل دولة وفي كل مدينة على سطح الأرض كيف أثبتت المملكة أن المواطن هو محور اهتمامها في أي مكان وزمان وبينت بأنها تقدر مواطنيها وتحرص عليهم مهما وصل الأمر وكلف، ونتيجة لذلك الموقف الصادق والواضح بانت الحقائق وعرفت ولم تعد تلك الحملات قادرة على التأثير على الرأي العام للمجتمعات التي كانت الحقائق مغيبة عنها وكانت تتقبل وتتعاطف مع ما ينقل إليها دون التدقيق فيه أو التأكد منه. نعم لعقود وأعداء المملكة يسعون لتشويه صورتها إمعانا منهم في العداوة وطمعا في الإضرار بها وبمكانتها السياسية والاقتصادية وتربعها على رأس هرم الأمتين العربية والإسلامية ووقوفها سدا منيعا ضد مصدري العنف والإرهاب ورعاته، واختلفت نوعية الحملات الموجهة منهم لتلك الأغراض في شكلها وطريقتها فمرة تلعب على وتر المرأة وحقوقها ومرة على وتر ملفات حقوق الإنسان ومرة على تضخيم القضايا الجنائية وتسييسها، واستهدفوا في مسعاهم ذلك الرموز الوطنية وكل من يمثل المملكة بكل طريقة تتاح لهم. وحاليا يطالع الجميع سعي الإعلام المغرض المدعوم من ممولي تلك الحملات لاستغلال قضية جنائية من قضايا الفساد بطلها مسؤول حكومي سابق هو سعد الجبري الذي تطاله الاتهامات بالإخلال بواجباته وخيانة أمانته وأنه عمد إلى الاختلاس والتزوير وفي خضم الحملة الكبيرة التي بدأتها الدولة ضد الفساد عمد للفرار ولم يرضخ للسلطات القضائية التي طالبته بالعودة ومواجهة أخطائه كما حصل مع عدد من الأمراء وكبار المسؤولين والتجار والموظفين ممن طالتهم الاتهامات بالفساد ومنهم من ثبتت براءته ومنهم من تمت إدانته ونال جزاءه العادل، ولكنه فضل الفرار إلى بلد لا ترتبط مع المملكة بمعاهدة لتسليم المطلوبين أمنيا واضعا نفسه في وضع يؤكد إدانته ثم اختلق قضية وهمية ورفعها في المحاكم. وحري بالإعلام العالمي النزيه والشفاف في هذه القضية تحديد بأن يبادر إلى البحث عن مصادر ثروة ذلك المسؤول الهارب وعن المبالغ الضخمة المودعة في حساباته هو وشركاؤه وعن ممتلكاته من الشركات والعقارات وهل مصدر كل ذلك نزيه وقانوني، بدلا من استهداف المملكة ورموزها الوطنية التي تسعى منذ استلامها لسدة الأمور إلى النهوض بها نحو المكانة المناسبة لها في مقدمة دول العالم عبر ترسيخ النزاهة والأمانة والموضوعية والحياد والتعايش السلمي مع شعوب العالم بشكل حضاري بناء ومفيد للجميع. إن الحملة الموسعة ضد الفساد التي أمر بها خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز وقادها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز - أيدهما الله -، جاءت صادقة ومحايدة مع أنها لم تستثن صغيرا أو كبيرا في المملكة إذ شملت العشرات من الأمراء والوزراء ورجال الأعمال البارزين والموظفين منهم من تمت تبرئته وعودته لممارسة عمله لعدم ثبوت جرمه ومنهم من ثبتت التهم عليه وتم التوصل معه إلى حلول ملائمة كالتسويات المالية ومنهم من استحق العقوبة لفداحة خطئه، وتم كل ذلك بشفافية متناهية وشاهده وسمعه وقرأ عنه الجميع في المملكة وخارجها، ولذا فلم تعد الحملات الممنهجة للإساءة للمملكة وقادتها قادرة على نيل تعاطف من قبل العموم في مختلف مجتمعات العالم فقد أصبحت تلك المجتمعات أكثر معرفة بما يدور في المملكة وباتت واعية لكثير من الأمور كانت مغيبة عنها.