في الوقت الذي تؤلمنا فيه قلوبنا لما نرى من بلاء حل بالأمة حتى افتقد البيت الحرام لهذا العام تلك الجلبات والزحمات وتغطية التراب والجبال بالملبين والملبيات إلا أن الفرحة تظهر من شق آخر في البلاء ذاته ومن زاوية {فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً} فتلك الإجراءات والتي سبقتها قد جنّب الله بها البلاد والعباد كثيراً من آثار البلاء "كورونا".. من المألوف والمعتاد أن يكون ما يكتب في صحفٍ أو مواقع تواصل أو غيرها في مثل هذه الأيام "تبادل التهاني والمباركات" بعيد الأضحى المبارك، وإنها لمناسبة حرية بتبادل التهاني، كيف لا؟! وهي الأيام التي "يجتمع فيها المسلمون" من كل بقاع الأرض آمين بيت الله الحرام، يحيون مناسك إبراهيم عليه السلام ويؤدون فرض الحج الذي هو ركن من أركان الإسلام، فيجتمع الناس من كل فج عميق، فيلتقون على صعيد واحد وبلباس واحد وبتلبية موحدة، قد ذابت الفروقات والأعراق في رجاء واحد، وهو أن يتقبل الله تلك الوجوه والقلوب خالصة له، ثم تجد المسلمين كلهم في كل بقاع الأرض في يوم عيد الأضحى المبارك، يلتقون ويؤدون صلاتهم مجتمعين مستشعرين في قلوبهم مناسك وأعمال الحجيج، وهم يكبرون الله لترتج الأرض بأصواتهم الموحدة، وهنا تجد التهاني والتباريك تتجاوز المألوف العادي، ليصافح الوالد ولده وكأنه لأول مرة يلتقيه، فيهنئه بالتهنئة الموروثة "من العايدين" ويلقي في وجهه ومسامعه بضع كلمات من تمني الخير والحياة المديدة السعيدة، ولا يختلف الأمر بين الأقارب والأصحاب من اللقاءات والاجتماعات والمعايدات التي قد تختلف صورها بحسب المكان والناس، لكنها في عموم العالم الإسلامي تحمل طابعًا واحدًا وهي {قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا} هي فرحة ليست منفصلة عن مسمى المسلمين كمسلمين فلها ارتباط وثيق وأكيد ورئيس بعقيدتهم وفقههم وتدينهم، وفي الوقت الذي تؤلمنا فيه قلوبنا لما نرى من بلاء حل بالأمة حتى افتقد البيت الحرام لهذا العام تلك الجلبات والزحمات وتغطية التراب والجبال بالملبين والملبيات إلا أن الفرحة تظهر من شق آخر في البلاء ذاته ومن زاوية {فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً} فتلك الإجراءات والتي سبقتها قد جنّب الله بها البلاد والعباد كثيراً من آثار البلاء "كورونا" ولطف الله بالناس برحمته ثم بحكمة وتؤدة هذه الحكومة المباركة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، وحكومتهما الرشيدة، التي تعاملت مع الأزمة بحكمة ورشد صان الله بهما الأرواح، والأموال. ومن باب التهاني والتبريكات فيشرفني أن أهنئ شعب المملكة والأمة الإسلامية بالفرحة المصاحبة لفرحة العيد وهي خروج الملك سلمان ملك العزم والحزم من المشفى عائدًا لشعبه وذويه بالعافية والسلامة "وأقول له "لا بأس طهور إن شاء الله، وأجر وعافية" فالحمد لله أولاً وآخرًا. وتهنئة أخرى نزفها لولي عهده فنقول: "بوركت جهودكم وتباركت أيامكم بالمسرات وتحقيق الأمنيات". وفي الوقت نفسه نزف التهاني لكل فرد في هذه البلاد الطاهرة، مهبط الوحي، وقبلة المسلمين، ومهوى الأفئدة، حاضنة الحرمين، وقاهرة الشامتين، ونبراس المجدين لنيل رفعة الدنيا والدين. وتهنئة أخرى للأمتين العربية والإسلامية بعيد الأضحى المبارك ونقول كل عام وأنتم بخير. وكما نهنئ الأمة بتجاوز البلاء والجائحة التي طمت العالم كله، ونسأل الله تعالى أن نرى الحجيج في العام المقبل وهم يملؤون السهل والجبل وقد رفع الله البلاء وعمت السلامة والعافية. تقبل الله منا ومنكم وكل عام وأنتم بخير.