أدب الرحلات حظي باهتمام كبير من طبقات مثقفي العالم قديما وحديثا، وعُني به أعلام بارزون عبر أطوار الثقافة على اختلاف مناهج الرحلات من أجناس العالم. وفي قراءة أدب الرحلات متعة وفائدة، ومعرفة وإحاطة بالعادات والتقاليد، والاستمتاع بمشاهد التاريخ ومعالم الحضارات ومظاهر الحياة، وهو سبيل من سُبل المعرفة والثقافة الإنسانية، كما أنه مصدر للمؤرخ والجغرافي والاجتماعي. وقد فطر الله الإنسان على حب الاستطلاع واكتشاف كل جديد، ولا شك أن للأسفار مشقتها، خاصة قبل تطور وسائل الانتقال، لكن لها فوائدها. بهذه الكلمات التي أوردها الأديب الكبير عبدالله بن حمد الحقيل - رحمة الله - في مقدمة كتابه «رحلات ثقافية لبلدان عربية»، والذي صدر عن دار التحبير للنشر والتوزيع، وبلغ عدد صفحاته 144 صفحة، من القطع المتوسط. رصد هذا الكتاب ابنه ماجد بن عبدالله الحقيل وقال فيه: أن تتولى كتابة مقدمة كتاب لأحد المثقفين المؤرخين، فهذا أمر لا تخفى صعوبته، فإن كان الكاتب أديبا، فالأمر أكثر صعوبة، فكيف إذا كان المؤلف صاحب فضل كبير عليك وأحد قدواتك في الحياة؟ لا شك أنها مهمة في غاية الصعوبة. واستطرد ماجد قائلا: أكتب هذه المقدمة عن الراحل الكبير أبي؟! أكتبها نيابة عنه - رحمه الله - بالحرف والكلمات التي تعلمتها منه. ستبقى كلماتك وآراؤك بمشيئة الله تنبض بالحياة، وتعانق عيون القرّاء، وتثير العقول والقلوب. «محتوى الكتاب» عرض المؤلف - رحمة الله - رحلاته في منطقة الخليج والتي بدأها بدولة الكويت عام 1397ه، بعدها توجه للبحرين وكانت تسمى قديما ب «أوال»، ثم زار عام 1405ه الإمارات العربية المتحدة. واختتمها بزيارة مطولة لسلطنة عمان حيث قال: من الرياض ومن بدرٍ ومن أحُدٍ ** جئنا لمسقط أرض المجد والأدب قال: منذ مدة والنفس تحدثني بزيارة اليمن والوقوف على معالمه وآثاره. وبالفعل ذهبت لليمن عام 1405ه، وكانت البداية من المدينة التاريخية صنعاء وبعدها لعدة مدن أوردت عنها ما رأيت. أما عن العراق فيقول: تلقيت دعوة من رئيس مركز دراسات الخليج العربي في جامعة البصرة، بحضور الدورة الثانية عشرة لمراكز الدراسات والوثائق والتي تستضيفها جامعة البصرة، وكان ذلك في عام 1410ه، وخلال التجوال في أرجاء العراق وخاصة بغداد سألت عن قصور الخلفاء التي ذكرها المؤرخون والشعراء، وعلمت أنه ذهب أثرها وانطمس بنيانها، ولم يبق لها ذكر إلا في أسفار التواريخ وكتب البلدان. وذكر المؤلف - رحمه الله - زياراته لبلاد الشام سورية ولبنان والأردن وفلسطين. بشكل موسع وبرصد ممتع كما عهدناه على الأديب الكبير عبدالله بن حمد الحقيل وكان ذلك في عام 1380ه. أما عن أرض الكنانة قال: كانت زيارتي الأولى لمصر عام 1378ه، وحينما استقر بي المقام في رحابها كانت ذاكرتي تمتلئ بالانطباعات الجمة عن تاريخ مصر ومعالمها وآثارها ومتاحفها وعلمائها وأدبائها ونيلها وأهراماتها وحضارتها. في عام 1400ه، غادر الرياض متوجها إلى تونس والجزائر والمغرب كتب عنها أجمل ما قيل في أدب الرحلات. الأديب عبدالله بن حمد الحقيل