أصدرت محكمة ماليزية الثلاثاء حكما على رئيس الوزراء السابق نجيب عبدالرزاق بالسجن 12 عاما وغرمته 210 ملايين رينجيت (49.4 مليون دولار) بعدما أدانته بإساءة استغلال السلطة فيما يتعلق بفضيحة مالية بمليارات الدولارات في صندوق (1إم.دي.بي). وقضت المحكمة كذلك بسجنه عشر سنوات عن كل واحدة من ثلاث تهم بخيانة الأمانة وثلاث تهم بغسل الأموال من أجل الحصول بشكل غير قانوني على نحو عشرة ملايين دولار من وحدة إس.أر.سي التي كانت تابعة للصندوق. وأمر قاضي المحكمة العليا في كوالالمبور محمد نزلان محمد غزالي بأن تنفذ الأحكام بالتزامن مع بعضها البعض. وقال غزالي "بعد النظر في جميع الأدلة في هذه المحاكمة، أجد أن الادعاء أثبت قضيته بنجاح دون أي شك منطقي". وواجه نجيب سبعة اتهامات بخيانة الأمانة وغسل الأموال واستغلال النفوذ من أجل الحصول بشكل غير قانوني على نحو عشرة ملايين دولار من شركة إس.آر.سي التابعة لصندوق الاستثمار الحكومي (1إم.دي.بي)، وهي اتهامات ينفيها. وهذه نسبة ضئيلة من الأموال التي يُتهم نجيب بالحصول عليها بشكل غير قانوني من الصندوق. ويقول الادعاء إن أكثر من مليار دولار من أموال الصندوق وصلت إلى حساباته الشخصية ويواجه بشأنها إجمالا 42 اتهاما جنائيا. وتقول الولاياتالمتحدة والسلطات الماليزية إن 4.5 مليارات دولار في المجمل يُعتقد أنها سُرقت من الصندوق الذي أسسه نجيب واستخدمت في أرجاء مختلفة من العالم لشراء قطع فنية ويخت فاخر وتمويل فيلم (وولف أوف وول ستريت) "ذئب وول ستريت". وقال مسؤولون أميركيون إن حجم الأموال المسروقة "من الشعب الماليزي مذهل" ووصف وزير العدل الأميركي السابق جيف سيشنز الفضيحة بأنها أسوأ أشكال الفساد الحكومي. وتحوم اتهامات الفساد المتعلقة بصندوق (1إم.دي.بي) حول نجيب منذ أكثر من خمس سنوات. لكن لم تفتح التحقيقات إلا بعد هزيمته في انتخابات عام 2018 التي جاءت بخلفه مهاتير محمد. وقال المشرع المعارض تشارلز سانتياجو "الإدانة توجه رسالة قوية بأن الزعماء سيحاسبون على أفعالهم أثناء توليهم السلطة. من غير الممكن أن يسرق أحدهم مال الشعب ويتوقع أن يبقى حرا". احتمال بعيد كان نجيب، الذي تولى رئاسة الوزراء لمدة تسعة أعوام، يؤكد أنه بريئ ويقول إن الإجراءات القانونية هي سبيله لتبرئة اسمه. ودفع محاموه بأنه تعرض للتضليل من جانب رجل الأعمال الماليزي جو لو ومسؤولين غيره بالصندوق. وينفي لو ارتكاب أي مخالفات. وقال القاضي غزالي في المحكمة إن احتمال تعرض نجيب للتضليل "احتمال بعيد".