لم يكن الحديث العفوي للرجلين الكبيرين بالسن الذي انتشر على مواقع التواصل عن صحة الملك سلمان - حفظه الله - إلا تعبيرا عن كل سعودي، وما فاضت به تلك المواقع دعاءً وابتهالا أن ينعم الله بالصحة والعافية على قائد الأمة.. كان حديثا بريئا بين الرجلين بلهجة أهل البادية السلسة المباشرة، حيث كان أحدهما يطمئن الآخر أن ما تعرض له خادم الحرمين الشريفين هو التهاب بسيط في المرارة.. والآخر يحمد الله ويشكره على نعمه وخروج الملك سليما معافىً. سعدنا بشفاء المليك.. لكن هل كنّا نحتاج إلى هذه الوعكة البسيطة لنكشف للعالم مدى حبنا وتمسكنا بقيادتنا؟!.. قد تكون الإجابة صعبة في ظل أن لا أحد كان يحبذ أن يسمع عن مليكه الذي يحبه خبر دخوله المستشفى.. لكن الحدث صار وتم ورأى العالم أكبر ترند تواصلي عبر تويتر.. ترند ينبض محبة وصدقا تجاه هذا الرجل الذي زرع الحب وهو الذي من حقه أن يجني ما زرع، إخلاص تفانٍ لكل ما هو في مصلحة البلاد والعباد.. رجل لا هم له إلا شعبه وارتقائه. وحين يجتمع أهل هذه البلاد على الدعاء له من مواقعهم التي لا ترجو إلا الخير وتفيض بالحب فهم هنا يجسدون تعاليم دينهم والإخلاص لمن يستحق الإخلاص قولا وعملا.. دعاء وابتهال لا مزايدة فيهما.. ولا تزلف.. مجسدين أن خيار الأمة وقادتها الأفاضل لهم حق الوقوف معهم في السراء والضراء.. مستمدين ذلك من توجيه النبي المصطفى عليه أفضل الصلاة والتسليم في حديث عوف بن مالك - رضي الله عنه -، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم". لماذا نحب ملكنا سلمان؟.. نعاود القول إن حبه له جذور عميقة في قلوب أهل هذه البلاد.. فالأفعال هي عنوان ملكنا، فغير أنه متواضع وحليم ورحيم، فهو صاحب نقلة عظمى في مسيرة هذه البلاد.. نقلها لكي تكون كبيرة مؤثرة في مسيرة العالم، صاحبة قرار مستقل.. يحبونه لأنه أسس كل خطط التنمية التي تبحث عن الازدهار والتنمية والارتقاء لعقود طويلة مقبلة، فالسعودي معه ومع عضيده ولي العهد الأمير محمد بن سلمان يعيش في كنف رؤية تعمل لمستقبله وأبنائه وأحفاده. نحبه لأنه عادل يبدأ بمحاكمة القريب المخطئ قبل البعيد.. فهو أول من ضرب بيد من حديد رؤوس الفساد وقدمها للمحاكمة.. هناك المزيد لكن هو حب وانتماء لا نستطيع وصفه فهو أكبر من أن نعبّر عنه.. ولهذا حق لنا أن نحمد الله ونشكره على تعافي ملكنا.. مع إيماننا بأن تعرضه لوعكة أمر مقدر ومكتوب، وتلك من مسلّمات الحياة وندر من يخطيه الألم والتوعك.. لكن أن تجتمع كل القلوب وتفيض بالمحبة كل بدعائه وابتهاله وآخر بصلاته وقيامه.. فذلك شأن السعداء كما هو الملك سلمان بن عبدالعزيز ممن جعلهم الله في مراتب راقية متفوقة.