من يعرف كثيراً عن المرأة السعودية يؤمن بأن موقعها في الصفوف الأولى متساوية مع أخيها الرجل نظير قدرات تمكّنها أن تكون صانعة قرار ومشارك في الرقي والتنمية.. لذا لم يكن اختيار آمال المعلمي في منصب السفير لدى النرويج بالأمر المستغرب من واقع أنها نموذج للمرأة السعودية الحاضرة بفكرها وقيادتها كما ترسمها الرؤية السعودية وأهلتها لكي تكون.. وغير آمال الكثير ممن يملكن الإرادة والتفوق، وبما جعل مناحي كثيرة في بلادنا سواء خاصة أو حكومية تعرف قيادة المرأة لتثبت قدراتها وتؤكد بأن لا عودة أبداً إلى التهميش والتجاوز. شخصياً أنا ممن تشرف بمزاملة الأخت آمال المعلمي في موقعين اثنين أولهما مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني وهي المسؤولة من أصحاب القرار في المركز.. والفقير إلى ربه مستشاراً إعلامياً فيه، وكانت هيبتها والاحترام الذي فرضته ينطلقان من تمكن من أدوات العمل، ناهيك عن استشراف للمستقبل وما تبحث عنه لهذا المركز الكبير بأعماله وطموحاته ومخرجاته.. في الموقع الثاني كنّا كطرفين متساويين في المهام والمتطلبات من خلال عضوية جائزة جامعة الأمير محمد بن فهد، وعبر اجتماعات كانت ذات رأي حصيف، ولا يثنيها عن الصراحة وابدأ الرأي أي عائق.. ناهيك عن قبولها بما يتم طرحه والمشاركة الفاعلة فيه. تعيين المعلمي ومن قبلها الأميرة ريما بنت بندر جدير بأن يسير بنا إلى أوقات ليست ببعيدة.. كانت المرأة محورها، وكيف كان بعض منّا يريد نصف المجتمع، معطلاً سلبياً، وحين تحاصره الإيجابيات، وتثبت المرأة السعودية جدارتها يهرب إلى معتقد آخر وسلبية أكبر، بلا شك هو من صنعها في خضم حربه الضروس ضد المرأة.. لكن نحمد الله أننا لم نتخذ من السلبية شعاراً بل بحثنا عن كل ما هو حقيقي، ولن نشك أبداً أن المشاركة الفاعلة للمرأة في البناء والارتقاء لهذا الوطن هي من أهم أساسيات مستقبلنا. المرأة بلغت في الفترة الأخيرة مكانة متميزة على جميع الصعد والمستويات، ونؤمن أن هذا لم يكن ليتحقق لو لم تكن هناك قيادة تساندها.. ونشكر الله على هذه القيادة الحكيمة.. التي أكدت بما لا مجال للشك أن من مستلزمات المستقبل كما نصت رؤية السعودية 2030 أن المرأة شريك كامل في البناء والتنمية انطلاقاً من الإيمان بقدرات المرأة السعودية. وبعد فقد يقول قائل إن الحديث عن تكرار الحديث عن وضع المرأة والخوض في قبول عملها أو رفضه، قد أصبح من الماضي، والآن السباق لتحقيق الجدارة قائم سواء ذكراً أو أنثى، ونوافقه على ذلك، لكن يبدو أنه من فرط فرحتنا بما نملكه من عقليات نسائية رائدة متفوقة يجعلنا نسترجع ذلك بكثير من الفخر والاعتزاز. خاتمة اختصرها في مقولة أعجبتني "المرأة هي نصف المجتمع وتلد النصف الآخر إذاً فهي المجتمع كله".