لماذا لا تجد هذه الكتب والمجلات تشجيعاً من الجهات ذات العلاقة؟ ولا أظن أن وزارة مثل الثقافة تبخل بدلو رأيها في الموضوع، الذي سيكون إضافة إلى مشروعاتها. خاصة ونحن ندرك خلو المدارس الخاصة بالأطفال من هذه الكتب.. أمسك بطرف الخيط لفكرة طرحها الأستاذ محمد سعيد طيب رئيس شركة تهامة للإعلان والعلاقات العامة والتسويق قبل عقد من الزمان تدور حول كتاب الطفل الذي يطبع منه خمسة آلاف نسخة.. وتظل لعامين أو ثلاثة دون تصريف..! والفكرة - وللأسف - تلقي ظلالاً كئيبة ومحزنة عن (حضور) الكتاب الخاص بالأطفال.. أنا اليوم أعيد طرح هذه السطور التي كانت في مكتبي منذ زمن أكررها اليوم لمعرفتي بأننا لم نفعل تجاه هذه الخطوة أي حراك متقدم. كنت أعتقد -خطأ- أن الكتب الخاصة بالأطفال سلعة رائجة إلى حد ما.. وكنت أعتقد - أيضاً- أن بلادنا وهي تمنح دخلاً مرتفعاً للأسرة من بين بلاد العالم المتقدمة تروج فيها كتب ومجلات للأطفال ولكن ما قرأته سابقاً وحالياً أن تلك لم تحقق أي خطوة متقدمة. أمور يؤسف لها بل يكاد يصل إلى مرحلة اليأس من إيجاد كتاب ومكتبة للطفل، تجعلنا جميعاً نفكر ملياً كيف نخرج من هذه الأزمة - إن صح التعبير - وهي عدم وجود مكتبة للطفل السعودي. لقد دعا الأستاذ الطيب آنذاك الرئاسة العامة لرعاية الشباب أن تعمل على عقد مؤتمر للطفل السعودي يحضره المختصون من رجال التربية والتعليم في القطاعين (بنات وبنين) ومن بعينهم أمر إنسان المستقبل كوزارة التخطيط مثلاً. وأعتقد جازماً أن هذا المطلب أصبح ملحاً وضرورياً بعد أن عبر الكثيرون من الكتاب والمفكرين وكذلك المشرفات الاجتماعات.. عبروا جميعاً وبصدق عن انعدام هواية القراءة لدى الأطفال السعوديين لأسباب عدم توفير الكتاب الخاص بالطفل. وندرة المجلات الخاصة بالأطفال حيث لم يبق في الساحة سوى مجلة (الشبل) للأستاذ الأديب عبد الرحمن الرويشد. رحمة الله عليه، وهي الآن غابت عن الأعين. أعود للاقتراح الذي بدأه الأستاذ الطيب.. لماذا لا يشتري لكل مدرسة خمس نسخ مثلاً، ولماذا لا تفكر الأسرة أيضاً في جلب مثل تلك الكتب والمجلات إلى الطفل..؟ وسؤال آخر.. لماذا لا تجد هذه الكتب والمجلات تشجيعاً من الجهات ذات العلاقة؟ حيث هي بالفعل تكلف أكثر من الكتب والمجلات العادية، ما يؤكد أن الإنسان الذي تحمل هذا العبء لا يقصد الربح المادي.. وقد عرفت ذلك من الأستاذ الرويشد برأيه في ذلك.. وكذلك الأستاذ المؤلف الرائع يعقوب إسحق، الذي أدلى برأيه في ذلك. وتم إغفال هذا الجانب من مسيرة التعليم في بلادنا، هو الابتعاد عن المعايشة الحقيقية للثقافة والمعرفة. والآن وبعد أن توفى الله بعض هؤلاء الرواد فإني أعيد وأكرر هذه المطالبة، وأنا أناشد الأستاذ الأديب محمد عبد الرحمن القشعمي التفاعل مع هذا المشروع من أجل الطفل، ولعل معايشته للأديب الراحل عبد الكريم الجهيمان قبل وفاته ما يشجع أن تكون أحد موضوعاته المقبلة الكتابية.. ثم لماذا لا يتفضل أبناء المرحوم الأديب عبد الرحمن الرويشد بطرح المشروع مجدداً من خلال إحدى الجهات التي تعنى بثقافة الطفل السعودي ومكتبته التي مازالت تهتم بذلك. لا أظن أن وزارة مثل الثقافة تبخل بدلو رأيها في الموضوع، الذي سيكون إضافة إلى مشروعاتها. خاصة ونحن ندرك خلو المدارس الخاصة بالأطفال من هذه الكتب. وأتمنى أن تتوسع الفكرة التي عقد مؤتمر من أجل ثقافة الطفل السعودي، وهو مؤتمر لو قدر له أن يقام فإنه سيضيف إضافة فكرية وأدبية للإنسان السعودي وبالذات الطفل في ظل رؤية 2030. وأذكر في هذه الوقفة حواراً دار ذات يوم بيني وبين الشاعر طاهر زمخشري (بابا طاهر) رحمة الله عليه، وكان يردد أنه يحلم أن يصدر مجلة للأطفال من خلال تجربته الطويلة في برامج الأطفال، وطرح الفكرة في حينه على بابا عباس، الأستاذ المعلم عباس غزاوي، ورحب بالفكرة وطرح المشروع، ولكنه مات ولم يحققه، بل أذكر أنه تم عرض المشروع على معالي الشيخ حسن بن عبد الله آل الشيخ وزير المعارف - رحمة الله عليه - ولكن من دون أن ترى الفكرة النور.
