برحيل الأستاذ فهد العبدالكريم، يغيب نجم في سماء الإعلام السعودي، وتفقد الصحافة السعودية علماً بارزاً من أعلامها الذين شغلوا الساحة الإعلامية بقيمهم الأصيلة، ودفاعهم المستميت عن الحق، والتزامهم القوي بالمثل العليا في سيرتهم المهنية التي اتسمت بالإخلاص والوفاء والتفاني، وحبهم للوطن، وانتمائهم لتاريخه، ومشاركتهم في الدفاع عن قضاياه. وحينما يكون الحديث عن علم وقائد مهني بارز أثرى مجاله، واكتسب من خلاله كل التقدير والثناء، تتوارى الكلمات، ويصعب اختيارها، بل ونعجز عن بلوغ المعنى المناسب لقامته -رحمه الله-. وكان فهد العبدالكريم كما عرفته عن قرب كوني مديراً لمكتب رئيس التحرير علماً من أعلام الرأي والموقف الثابت والواضح والملتزم بالقضايا الوطنية، والمدافع عن الوطن والمواطن، ناهيك عن أنه منافح أصيل عن الحرية الإعلامية بشكل عام، وآراء الكتّاب بشكل خاص. ولن أتحدث عن شخصيته في العمل والتعامل مع زملائه وكيف يدير العمل فيها، فهو رغم شدته وحرصه الكبير، إلا أنه متسامح ومتعاطف مع العديد من الأمور والقضايا الخاصة، فهمه الأول مصلحة الجريدة والرفع من شأنها وتميز أعدادها وصفحاتها المتنوعة. لقد عرفته - رحمه الله - عن قرب فوجدت فيه إنساناً واسع الصدر، وكريماً ومتسامحاً ومتواضعاً ومرحباً بكل من التقاه، وصاحب سجل ناصع، أحبه كل من تعامل معه، حيث عرف بين الجميع بنقاء القلب وطهارة اليد وعفة اللسان. رحل فهد العبدالكريم، لكن بقي الأثر، توفي، لكن خلّف رصيداً من الوفاء في قلوب محبيه، باقياً بقاء أعماله وآرائه التي لا تزال نبراساً للسائرين على دربه، وسيفتقد الإعلام السعودي شخصية كبيرة مؤثرة، كما سيفتقد زملاؤه في جريدة الرياض رجلاً وفياً.. نسأل الله أن يتقبله بواسع رحمته ويسكنه الفردوس الأعلى في الجنة، ويلهمنا نحن وأهله ومحبيه الصبر على وفاته.