في الشائع محلياً أن مفردة قَزّ "أو خَزّ لدى أهلنا في الشرقية".. تعني التحديق بالنظر أي إطالته تجاه المنظور.. وهو هنا ضد النظرة العفوية العابرة، وقاف "القَزّ" تنطق كالجيم المصرية وحقيقة لم أجد لها أصلاً في معاجم اللغة على "قوقل" بل ذهب الحرفان إلى معاني أخرى ليس لها علاقة بالتحديق بما يعني أن الكلمة محلية ولا أصل لها لغوياً. الشاهد في الموضوع أن إطالة "القَزّ" صفة مذمومة عند العرب وغيرهم وبما يثير استياء المنظور.. خاصة إذا كانت امرأة لأنه يُفَسر سوء أدب تجاه المنظور إليه، وبما يدفع إلى الإحراج أو النفور.. وعادة "القزّ" المبالغ بها تحضر أثناء القيادة، وخاصة عند إشارات المرور، في ظل أن معاناة النساء وحتى الرجال من ذلك مستمرة. هناك من يفسر "القَزّ" أو التحديق بأنه محاولة السيطرة على نظرات الآخر.. ولذلك كنّا نسمع كثيراً عبارات الاستياء من المنظور التي من بينها جملة: "أكلتنا بعيونك" أو: "وش تبحث في وجهي" كعِبارات دارجة.. وأتذكر في زمن مرت عليه عقود حينما كنّا نعيش وسط الرياض وتحديداً بين البطحاء وثليم كانت ردة فعل بعض النساء على من يمارسون "القَزّ" الطويل كنوع من الغزل بأن تفتح أصابع يديها باستقامة كاملة للأعلى وراحة يدها تجاه "القاز" وتدفع باليد للأمام كحركة يطلق عليها "كش" تعبيراً عن الاستياء ووضاعة الشخص "القازّ". "القَزّ" بالآخرين غير مرغوب، محرج ومؤذٍ إذا أخذ وقتاً أطول، وإن كان لدى البعض عادة غير مسيطر عليها.. لأن التعريف غير المعلن "للقزّ" هو محاولة امتلاك الآخر أو السيطرة عليه.. وهناك أنواع من"القَزّ" فقد يكون فضولي لمعرفة من هو "المقزوز" أو التركيز على شيء لافت في وجهه، أو عشقي كما هو للنساء من قبل الرجال.. أو إلى الرغبة بالتحدث.. والمصيبة إن كان استعلائي عدائي لأجل استفزاز المنظور.. وإطالة النظر البعض يصوره كنوع من الحسد، ولا ننكرأن عادة القز مرفوضة تجاه النساء، وحقيقة أن النساء أقل من الرجال في ذلك.. وإن كانت بعضهن يرين أن في ذلك إطراء جمالي لهن؟!.. وعموماً التحديق بالنساء عادة موجودة منذ الأزل. ولن نغفل أن هناك "قزّ" مستمراً لا هدف لها في ظل أن صاحبه من أصحاب الهواجيس أو السرحان وبما يجعله غير مدرك ما يفعل.. وبصفة عامة فلن يستطيع أحد أن يمنع نفسه عن النظر للآخرين وكما يقولون العين مرآة الروح، ولذلك هناك شعوب تواصلهم وتحيتهم من خلال العين وبما يجعل التحديق العميق سبيلاً لتنفيذ ذلك.. واللبنانيون يقولون "علقوا عويناتنا ببعضهم" تعبيراً عن شرارة الحب. المهم في القول إن إطالة التحديق سلوك غير مقبول والدين والأخلاق وحتى بعض القوانين في دول كثيرة تحاكم على الإطالة فيه، لأن ذلك يعتبر انتهاكاً للخصوصية وتدخلاً في الشؤون الخاصة.