قاد المخرج المصري محمد العدل مسلسل "أم هارون" الذي أخذ ردود فعل عالمية قبل عرضه وحين الانتهاء منه، حيث كان العدل متشبعا من عالم الدراما والسينما المصرية، قبل مجيئه لقيادة أول عمل خليجي. حيث يقول العدل: "أنا مغامر بطبيعتي حتى في مصر، لا أرضى بأن أحصر نفسي ضمن نوعية واحدة من الأعمال، بل أُنوّع قدر الإمكان، وحينما عُرض عليّ نص "أم هارون"، شجّعني اسم الممثلة القديرة حياة الفهد لخوض التجربة، كما أحببت فكرة لقاء نجوم من مختلف دول الخليج في عمل واحد، فما الذي يمنع العرب عموماً من اللقاء في أعمال تليق بالجمهور؟". ويضيف العدل: "النص مكتوب بشكل جيد، ويضم شخصيات عدة ويناقش أفكارا كثيرة وغنية، ما يجعل للمسلسل طابعاً خاصاً، وهو ما شرفني أن أفتح باباً للمخرجين المصريين بدخول الخليج ليقدموا أعمالاً جيدة تليق بالمشاهد الخليجي والعربي". وأكد أن مسلسل "أم هارون" يعكس الصورة المضيئة للدراما الخليجية، مقدما أرقى أنواع التعايش الديني والسلمي والانفتاح وحوار الحضارات، ضمن منطقةٍ لطالما تميّزت عبر التاريخ بالتسامح والمحبة وقبول الآخر؟ وقال إن "أم سوزان" حياة الفهد جسّدت الشخصية بكل اقتدار في قيادة لبقية زملائها الممثلين الذين برعوا في تقديم شخصياتهم المثيرة. وكان مسلسل "أم هارون" تدور أحداثه في حقبة الأربعينات من القرن الماضي، داخل قرية تضم جيران من مختلف الأطياف والديانات السماوية الثلاث، حيث تسلّط الحبكة الدرامية الضوء على تعايش أتباع هذه الديانات المختلفة معاً جنباً إلى جنب، وتقاسمهم الحلوة والمرّة بمحبة وسلام، وعلى نحوٍ يمثل أرقى أنواع التعايش والانفتاح وحوار الحضارات وقبول الآخر. وفي تلك القرية، تعيش امرأة طيّبة تتمتع بالحكمة هي أم هارون، الممرضة والولاّدة اليهودية صاحبة الشخصية القوية التي تعالج أهل القرية وتطبّب كبارهم وصغارهم، وتولّد نساءهم بغض النظر عن انتماءات أهل القرية الدينية والطائفية، فضلاً عن كونها تحتوي قصصهم وتداري مشاكلهم وأسرارهم، ولكن المرأة تخفي سرّاً غامضاً ذي طابعٍ إنساني، يتكشّف تدريجياً خلال الأحداث الدرامية المتلاحقة. يذكر أن مسلسل "أم هارون" من بطولة حياة الفهد وعبدالمحسن النمر وأحمد الجسمي وإلهام علي وفاطمة الصفي وغيرهم من النجوم ومن كتابة الأخوين محمد وعلي شمس، وإخراج محمد العدل. المخرج المصري محمد العدل