عبر كلمات راقية وتهنئة تنطوي على المزيد من التقدير، اكتملت فرحة المواطنين السعوديين بالعيد الاستثنائي، بكلمة خادم الحرمين الشريفين ليلة عيد الفطر، وكلمة ولي العهد لمنتسبي وزارة الدفاع، بالتزامُن مع بدء إنفاذ حزمة من الإجراءات الاحترازية والوقائية طوال مدة العيد، والتي غيّرت وجه العيد كما يعرفه أبناء المملكة، والعامل المشترك في الكلمتين هو القدر الكبير من الشعور بالمواطنين، وبامتثالهم للقرارات والوعي بأبعاد الموقف، واستحداث مظاهر جديدة للمعايدة والاحتفالات خلاف المظاهر المعتادة، تتوافق مع الضرورة الملحّة للتباعُد الجسدي والاجتماعي كبحًا للوباء وإسهامًا واعيًا منهم في وقف تفشيه، كما انطوت الكلمتان أيضًا على إدراك كبير لحجم التضحيات التي يقدمها المواطنون في أيام صعبة كهذه، فضلاً عن مشاركة القيادة للمواطن الذي يقضي عيده في منزله مضطرًا إلى ذلك في الإحساس بألمه وحزنه وبهجة عيده المنتقصة بعيدًا عن الأقارب والأصدقاء والأحباب. لا يمكننا أن نقدر بشكل دقيق أثر كلمات خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد على الجموع الغفيرة من المواطنين، لكننا على ثقة بأن الكلمة الصادقة في الظرف الراهن صاحبها وقع محمود على النفوس المضطربة، التي تقضي أيام العيد للمرة الأولى ملتزمة بإجراءات صارمة تقيّد الجسد وتقوّض سبل الاحتفال. فكلمة خادم الحرمين الشريفين على وجه التحديد تبعث الأمل في نفوس المواطنين، وتطمئنهم أن القيادة حتى في أعلى مراتبها مقدرة لما يقومون به من تضحيات، وما يتنازلون عنه من سُبل الراحة وبعض الاحتياجات الاجتماعية والإنسانية الأصيلة لكي تعبر المملكة من نفق «كوفيد - 19» المُظلم، كما أن القيادة تشعر تمامًا بألم المواطن المعنوي، وفداحة مرور مُناسبة دينية مميزة كعيد الفطر، دون أن يمارس طقوسه الاعتيادية دينية كانت أو اجتماعية على النحو المرضي له، والمُشبع لحاجات أفراد أسرته لاسيما الصغار منهم ممن لا يدركون صعوبة الظرف العالمي وضرورة التنازل عن بعض الرفاهيات في سبيل تخطيه. ولم يغِب عن الملك قبل أن يتم كلمته أن يقدم التهنئة ليس فقط للمواطنين، وإنما للمقيمين أيضًا، ويطمئنهم على سهر المملكة لأجل سلامتهم في وطنهم الثاني، وأن صحتهم وعلاجهم من أولويات القيادة في المملكة، ما يقدّم نموذجًا رائعًا على تغليب إنسانية المسؤول، وشعوره برعاياه كافة على اختلاف ظروفهم، ومن بينهم المقيم الذي يقضي عيده في غربة بعيدًا عن ذويه، وفي ظل ظرف عالمي طارئ يحول بينه وبينهم، هو أيضًا وسلامته على رأس الأولويات والاهتمامات مهما تعاظمت التحديّات.