لطالما كانت ثقافة تغيير المدربين واحدة من أسوأ السمات في مسابقات كرة القدم السعودية الأمر الذي كان مثار انتقادات واسعة في ظل غياب الاستقرار الذي أدى لوجود تذبذبات حادة في مستويات معظم الفرق السعودية، لكن بوادر بدأت تظهر في إمكانية إحداث اختراق لهذه الثقافة مع توجه عدد من الأندية نحو الحفاظ على مدربيها وبقاء عدد منهم لأكثر من موسم. بعض الأمثلة الشاهدة على هذا التحول ظهرت في الفيصلي بوجود مدربه البرازيلي بريكليس تشاموسكا وكذلك في الرائد مع مدربه البلجيكي من أصل ألباني بيسينك هاسي بجانب خطوة الفيحاء بالإبقاء على مدربه البرتغالي خورخي سيماو لموسم جديد بعدما برهن الثلاثي قدرته على نقل هذه الفرق الثلاثة إلى مراحل مختلفة. وبالنظر إلى التحول الكبير الذي أحدثه البلجيكي هاسي في الرائد وقدرته على نقل الفريق وتغيير طموحاته من البقاء مع الكبار إلى الوجود مع فرق الوسط والاقتراب من المقدمة أحياناً، إذ نجح المدرب القادم من أندرلخت البلجيكي في صياغة مشروع يمكن أن يحدث تغييراً جذرياً في هوية الفريق القصيمي وقيمته في الدوري وهو الذي سيخوض الموسم المقبل ثالث مواسمه مع الفريق، والأمر ذاته ينسحب على البرازيلي تشاموسكا الذي ظل واحداً من الأسماء البارزة في الدوري بعدما نجح في صناعة فريق يعزز قيمة وهيبة الفيصلي في الدوري حتى بات واحداً من الفرق الأكثر قدرة على صنع الفارق والتأثير على المنافسة، مع قدرته على الذهاب بعيداً في مسابقات النفس القصير. ومنذ مجيئه للفيحاء كان المدرب البرتغالي سيماو على مستوى التطلعات، فمن ينظر إلى العمل الذي قدمه وقدرته على تغيير هوية الفريق "البرتقالي" بشكل مختلف عما كان عليه في الموسم الماضي يُدرك أن إدارة الفيحاء الشابة وجدت ضالتها، حيث استقطبت هذا المدرب الذي من الممكن أن يكون علامة فارقة في الدوري مع بقاء ثماني جولات من الموسم الحالي واستمراره في الموسم المقبل بعدما تم تجديد التعاقد معه. هذا النوع من المدربين إن استبعدنا الأسماء التدريبية الشهيرة التي تشرف على الفرق الكبرى يمثل إضافة حقيقية للدوري السعودي، إذ استطاع هؤلاء تعزيز حضور فرقهم لتلعب دوراً في رفع مستوى المسابقات بإمكانات لا تضاهي الفرق الكبيرة والموجودة بشكل دائم في دائرة المنافسة على لقب الدوري، علاوة على نجاح هذه الأسماء بإبراز بعض الأسماء السعودية الشابة ومنحها الفرصة والثقة للوجود في القوائم الأساسية، وبالطبع فإن إدارات هذه الأندية تستحق الثناء نظير عملها الجيد وسعيها للاستقرار على أسماء تدريبية جيدة وإن كانت واجهت بعض الصعوبات في تحمل الضغوطات حين تعرضت هذه الفرق لبعض التراجعات، لتبدأ ثمار الحفاظ على الاستقرار بالظهور بشكل تدريجي وترسم علامات واعدة نحو مستقبل أفضل. تشاموسكا