إن مساحة الخير التي يصنعها «الإنسان» السعودي تزداد يوماً بعد يوم، وهذا النسيج الحي الذي يصنعه أحد أبناء الملك عبدالعزيز لأبناء وطنه يعتبر نموذجاً حياً لواحد من هذه المدرسة الخيرة التي أرسى دعائمها موحد هذا الكيان.. أحسب أن الحديث عن المساعدات التي تقدمها المملكة لأبناء الشعب الفلسطيني يصعب الحديث عنها؛ ذلك أن أبناء هذا الوطن عندما يمدون يد العون إلى هؤلاء الذين فقدوا الوطن فإنما يفعلون ذلك من دافع العروبة والإسلام. وقبل نصف قرن كان المغفور له الملك عبدالعزيز من أوائل الذين مدوا يدهم لأبناء الشعب الفلسطيني وكان من بين وصاياه الوقوف إلى جانب العدل في هذه القضية التي أدمت قلب كل عربي ومسلم.. وإذا كان أبناء عبدالعزيز في برهم عند تنفيذ وصاياه فإنهم لم يبخلوا أبداً على أي مستوى بالوقوف في خندق واحد مع أبطال فلسطين.. ولأن التنمية البشرية عامل مطلوب وعنصر حاسم في مجتمع اليوم فقد آلى على نفسه الأمير "الإنسان" تركي بن عبدالعزيز رحمة الله عليه كما يذكر التاريخ أن يمد الشباب الفلسطيني بنوع آخر من الدعم وهو أن يواصل أبناء فلسطين التعليم وبالذات التعليم العالي سواء داخل الوطن العربي أو خارجه.. لقد أدرك سموه بثاقب نظره أن إعداد الكوادر الفلسطينية بالعلم والمعرفة هو سلاح قوي وفاعل يتسلح به الفلسطيني ليكون مستعداً للعطاء عندما تتشكل دولته على أرضه. لقد أدرك أيضاً أن العلم يبني الأوطان مثلما تبنيها البندقية في مثل قضية هذا الشعب الذي ظلم أبشع ظلم.. إن اليد الممدودة من الأمير تركي بن عبدالعزيز لأبناء الضفة الغربية ممن حرمتهم وطولت الانتفاضة من أن يجدوا العون المتواصل من أهليهم الذين يكافحون المحتل وهم يتلقون العلم بالخارج، إن هذا الموقف فوق أنه تشجيع استمرارية هذا العمل البطولي فهو - أيضاً - يحل مشكلة عظيمة لأبناء هذا الشعب ممن كانوا سيتوقفون عن التعليم بسبب قلة مواردهم المالية. وهذا الموقف هو امتداد للموقف الإنساني الذي تشكل على يد سموه قبل سنوات - رحمه الله - عندما عمل من خلال المؤسسة العالمية لمساعدة الطلبة العرب كرئيس فخري لها. ولم يبخل بشيء حتى صار لهذه المؤسسة إيجابياتها الإنسانية التي لا تعد ولا تحصى لصالح الطلبة العرب وأغلبهم من الفلسطينيين. إن مساحة الخير التي يصنعها "الإنسان" السعودي تزداد يوماً بعد يوم خاصة أنها تشمل عناصر عديدة من أبناء هذا الوطن إضافة إلى الأخوة العرب في كل مكان، إن هذا النسيج الحي الذي يصنعه واحد من أبناء الملك عبدالعزيز لأبناء وطنه يعتبر نموذجاً حياً لواحد من هذه المدرسة الخيرة التي أرسى دعائمها موحد هذا الكيان، وإن هذا السلوك لا يتوقف على البذل المادي فحسب وإنما ينبع من هذا النهر الفكري الذي يتميز به واحد من أبناء المؤسس.. أعرف أن مثل هذا الطرح قد لا يحبه البعض فقد يأخذه على أنه نوع من المديح. ولكنني أجد نفسي تواقة للكتابة عنه خاصة وأنا أعرف كثيراً من الخيوط الخيرة الإنسانية التي شملت العديد من أبناء هذا الوطن.. وكان عطاؤه سبباً في إزاحة الكثير من الشدائد عن العديد ممن وصل إليه عطاؤه. أيضاً فإنني لا أبالغ إذا قلت إنني أمسّ هذا الموضوع مساً خفيفاً وما قصدته هو أن أتحدث عن نبل مواقف تركي بن عبدالعزيز - رحمة الله عليه - كنموذج من أبناء الملك عبدالعزيز الذين نفخر بهم ليس على مستوى وطننا فحسب وإنما على امتداد الساحة العربية والإسلامية.