أكد عضو هيئة كبار العلماء الشيخ محمد بن حسن آل الشيخ رئيس مجمع خادم الحرمين الشريفين للحديث النبوي، أن الأعمال الخيرية التي تؤديها الجمعيات الخيرية المنضوية تحت الجهات الرسمية خلال أزمة كورونا الحالية تعد ضمن وجوه البر والإحسان المنتشرة في هذه البلاد، مؤكدا أن خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين - أطال الله في عمرهما -، يشكلان أمثلة عليا في بذل أعمال الخير والبر والإحسان، فهما آخذان بزمام الإحسان إلى الخلق وإيصال الخير إليهم بدلائل واضحة وبينة. وأشار رئيس مجمع خادم الحرمين الشريفين للحديث النبوي إلى أنه مما تفضل الله به على هذه البلاد المباركة أن جعل أهلها على هذا الدين العظيم الذي يحثهم على البر والتقوى وعدم التعاون على الإثم والعدوان، حيث إن القرآن الكريم يهدي إلى الطريق القويم المتمثل في الإحسان إلى خلق الله، مؤكدا أن كل كبد رطبة فيها أجر، فضلا عن البشر عامة، والمسلمين المحتاجين خاصة، لاسيما الذين ينتظرون يد العون والمساعدة من إخوانهم. وبين عضو هيئة كبار العلماء أن مما ميز الله به الجمعيات أنها في دولة مباركة بنيت على أساس صحيح ومنهج راشد، تسعى من خلاله إلى ما فيه خير للبلاد والعباد، لينطبع ذلك على أبناء هذا الوطن المعطاء، لينعكس ذلك على جميع المواطنين بالحرص على إيصال الخير والتعاون فيه، وبذل المعروف لكل أحد، إحسانا وبرا، وعملا بكتاب الله وسنة رسوله، والاقتداء بقيادة هذه البلاد. وأكد آل الشيخ أن إظهار الجمعيات الخيرية جهودها وتوثيقها ليس من باب الرياء، بل من تحفيز الناس للإسهام في أعمال البر والخير والتعاون في هذا المجال، وهي جزء من النفع العام كإبراز الصدقة لترغيب الناس فيها، فإظهار البذل بهذا الهدف من البر والتقوى، وهذا فعله النبي صلى الله عليه وسلم وكبار الصحابة، وهو مقصد حسن مبارك وكل هذه الجمعيات التي تنضوي تحت مؤسسات الدولة، ومراقبة الجهات الرسمية تكتسب المصداقية، وهي من النفع العام الذي يعود خيره على الجميع، فهم حلقة وصل بين المحسنين وبين المحتاجين. ولفت إلى أن ما تقوم به الجمعيات تحت إشراف الجهات المختصة يعد من التلاحم الذي تشهده هذه البلاد بين القيادة وبين المواطنين والمقيمين، التي أصبحت مضرب مثل بين كثير من الدول التي تقدمت في جوانب الماديات والحضارات الحديثة، إلا أنها لم تصل لهذا المستوى الذي وصلت إليه المملكة في التكاتف والتلاحم والتعاون. وشدد آل الشيخ على خطورة القدح في الجمعيات المنضوية تحت أنظمة الدولة، وتحت مراقبة الأجهزة المعنية، مؤكدا أنها جهات ذات مصداقية ومهنية وموثوقية بسبب ارتباطها المباشر بالإدارات المعنية من الدولة، مؤكدا أن القدح فيها يعتبر من الظلم والتعدي، والصد عن الخير، ودفع الناس لترك البذل والإحسان، موضحا أن ينبغي لمن لديه ملحوظات في هذا الشأن أن يقدمها للجهات المختصة لمعالجتها، لا أن يجهر بها بين الناس لتثبيطهم عن فعل الخير.