تمثل مصالح المواطنين الهاجس الأول لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده، حفظهما الله، لخدمة مصالح كل مواطن على امتداد هذا الوطن.. ولأن خدمات المواطنين واحتياجاتهم من أولويات اهتمامات الدولة التي نجحت خلال خططها التنموية في إيجاد قاعدة حضارية متطورة من خدمات التعليم والصحة والمواصلات والنقل والاتصالات والمياه والكهرباء وغيرها من الخدمات، إلا أن تباعد المسافات بين المناطق واتساع رقعة المملكة قد يولد نوعاً من التراخي أو عدم توفير الخدمات بالصورة المطلوبة للمواطنين، من هنا يأتي التأكيد من خادم الحرمين الشريفين أكثر من مرة وفي مناسبات عدة على أهمية قيام كبار المسؤولين بجولات ميدانية من أجل أن يروا بعيونهم تلك الخطوات التطويرية ومدى تحقيقها للأهداف المرسومة لها. وبالتأكيد كانت لهذه الجولات مردودها حيث إن مجمعات بشرية جديدة بالمدن متوسطة وكبيرة.. وما كان ينفع بالأمس أصبح يضيق الآن. ولعلي أتذكر هنا أن مسؤولاً بالتعليم قام بجولة في بعض المناطق واكتشف أن عدد من المدارس أصبحت تكتظ بالطلاب بل إن بعضهم لا يجد مكاناً له للدراسة أي بمعنى أن مدارس جديدة تقرر افتتاحها من أجل معالجة هذا النقص ناهيك أن عدداً من الطلاب كانوا ينتقلون من مناطق إلى مناطق أخرى وهذا ينطبق أيضاً على الطالبات والمعلمين والمعلمات. من هذا المنطلق، فإن هناك الكثير من المتغيرات في تلك القرى أو المحافظات أو المدن في كافة القطاعات تحتاج إلى حراك سريع من أجل أن تتفق مع رؤية المملكة 2030 الطموحة، ولن أنسى في هذا الصدد القطاع الصحي وإن كنت أرى أن حراك الوزارة بوزيرها النشط توفيق الربيعة تسعى جادة إلى وضع استراتيجيات في مجال التوسع حيث سنستقبل بعد عدة سنوات عدداً من الخريجين والخريجات من التخصصات الصحية إلى جانب اتساع رقعة الخدمات الطبية للإنسان السعودي أينما كان. ولعلنا نصل في هذه السطور إلى الرغبة الصادقة من القيادة الرشيدة إلى أنه من الضروري أن تنسجم جميع مناطق المملكة مع التحول الكبير والرائع الذي تشهده جميع مناطق المملكة.. وهذا في اعتقادي لن يتحقق إلا بنزول كبار المسؤولين من الوزارات إلى العمل الميداني في بعض المناطق. فالاستماع عن كثب إلى صوت المواطن هو عنوان للنجاح وهذا المنهج رسمه مؤسس هذا الكيان الملك عبدالعزيز ومن بعده أبناؤه البررة حتى عهد الملك الرمز سلمان بن عبدالعزيز. وقبل أن نختتم هذه السطور تقفز للذاكرة الصور الرائعة التي كان يلتقي فيها أمير الرياض الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز في جولاته الأخيرة على بعض المحافظات في منطقة الرياض وكيف كان يتبادل سموه أطراف الحديث مع هذا المواطن أو ذاك. هذه الممارسات تعكس وبلا شك حرص القيادة على الالتقاء مع المواطنين وهذه الصورة ولله الحمد تتكرر في القصيم وعسير والباحة ونجران والشرقية وجميع مناطق المملكة بدون تحديد.