بصدور الأمر الملكي بتحويل الهيئة العامة للرياضة إلى وزارة الرياضة السعودية نكون قد فتحنا صفحة جديدة في مستقبل الرياضة السعودية، الأمر الملكي والذي أتى بعد سلسلة من القرارات والإجراءات والدراسات التي مهدت لهذا القرار؛ فالهيئة العامة للرياضة ومن قبلها بالمسمى الرئاسة العامة، وتلك التداخلات بين منهجية العمل حول الشباب وحول الرياضة، فعالم الرياضة على وسعه إنما هو بوابة من بوابات عالم الشباب، وبالتالي فإن تركيز الهيئة العامة سابقاً كان متوزعاً بين الشباب وما يجب أن يقدم لهم، بين عالم الرياضة السعودية وما يجب عمله له, لكن بصدور الأمر الملكي فإن الأمر الآن أصبح أكثر تخصصية وأكثر تركيزاً، وهذا يعني أن ما ننتظره من وراء هذا القرار هو أكثر إنتاجية وتحقيقاً لمزيد من الإنجازات بإذن الله تعالى. نعم نحن في عالم الرياضة عموماً نعد من مصاف الدول المتقدمة، على الأقل لو قسنا الأمر بالإقليم الخليجي أو العربي أو حتى الآسيوي, لكن المشكلة لدينا أننا نعلم علم اليقين أن ما يتم إنجازه على المستوى الرياضي لا يشكل إلا أقل من 30 % مما يمكن أن نحققه وننجزه فيما لو تم الأمر ببعض التنظيم والتركيز والتخصصية، وهذا هو ما ننتظره من الوزارة اليوم، وزارة الرياضة السعودية، نعم سيبقى الشباب ضمن دائرة عمل الوزارة لكن من الناحية الرياضية، والوزارة ستقوم بكل ما من شأنه تحفيز وتطوير المفاهيم الرياضية والبنى التحتية والمضي قدماً نحو تحقيق الأهداف التي نسعى إليها كما رسمتها لنا رؤية المملكة 2030. الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل بصفته أول وزير رياضة سعودي، ومنذ توليه المهام كرئيس للهيئة العامة سابقاً، فإن رؤيته نحو الرياضة مختلفة كلياً، لأنه من رجالات الرؤية ومن شباب الرؤية ومن أدوات المستقبل الذي تسعى المملكة إلى الذهاب إليه بكل اقتدار ونجاح وإبداع، وبالتالي فإن حجم التطلعات التي يسعى إالى تحقيقها تحتاج إلى زيادة في حجم المساحة والتخصصية, وارتباطات الهيئة العامة من الناحية الإدارية والمالية تجعل من قدرة تحركه أقل مما يناسب ما يجب تنفيذه وتحقيقه, أما اليوم فاصبح عضو مجلس وزراء بصفته الرسمية وزيراً للرياضة, فإن قدرته ستكون أكثر مرونة في تحقيق كل الأهداف سواء المرسومة مسبقاً أو التي يتم استحداثها لاحقاً. نبارك للقطاع الرياضي السعودي هذه الخطوة المباركة, ونقول: إننا نحتاج الآن أكثر من أي وقت مضى, إلى تضافر جهود الجميع من العاملين في الشأن الرياضي سواء من الوزارة أو الاتحادات أو اللجان أو المؤسسات أو الأندية وكذلك الإعلام, لا بد أن تكون النتائج المتحققة قوية ومتميزة وسريعة بنفس الوقت, لأن البنية التحتية والهيكلية السابقة مهيأة لكي تبدأ عملية الإنتاج في ظل الوصف الوظيفي الجديد لعمل الوزارة, وكم نتمنى أن تكون أولى الإنجازات فتح بوابة كافة أنواع الرياضات الأخرى أمام الشباب السعودي بنفس الدعم والتركيز الإعلامي لرياضة كرة القدم, وكذلك الرياضات الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة، والتي ولله الحمد لنا فيها ذراع طويل على مستوى آسيا والعالم كله.