- عذراء الحسيني خطت المرأة السعودية خطوات واسعة في تخطي حواجز الماضي وأصبحت تمارس كافة المهن التي تتطلب معرفة علمية وتقنية وتكنولوجية عالية، سيما ونحن نرى أن إقبال الطالبات على كليات العلوم والتخصصات المرتبطة بالتكنولوجيا أكبر من إقبال الذكور، وهذه علامة مضيئة في مسيرة المرأة السعودية، ومع هذا كله إلاّ أن المرأة تبقى بحاجة إلى الدعم المجتمعي لتحقيق المزيد من التقدم والإنجازات، ويكون ذلك بتهيئة الفرص للمرأة لتبوؤ المواقع الوظيفية ذات الطبيعة العلمية والتكنولوجية، كما يحتاج إلى الاستمرار من قبل الفتيات أنفسهن في المتابعة مع هذه التطورات واكتساب المهارات اللازمة. واستطاعت المرأة السعودية في زمن قياسي، أن تحقق قفزة نوعية في ضوء الثورة المعلوماتية الكبيرة والتكنولوجيا الحديثة، التي أثرت كلها إيجاباً على دور المرأة في المساهمة في تنمية المجتمع والاستفادة من قدراتها كعنصر متعلم مثقف له كيانه، وقادر على ممارسة التحدي والتصدي للعلم الحديث، وتقنيات العصر المختلفة، حيث لم يعد الجانب التقني وممارسة الأنشطة المعلوماتية المختلفة حكراً على الرجال بل أصبحت حقولاً جديدة للمرأة، وأصبح لها وجود وحضور مهم في السوق الرقمي والتقني. وكشفت الدراسة التي أجرتها مجلة "بيزنس وييك" وكلية الأعمال في جامعة هارفرد أن الشركات التكنولوجية التي تضم عناصر نسائية قيادية حققت عائدات تزيد بنسبة 34 % مقارنة بتلك التي لا تشهد تمكين العنصر النسائي في عملياتها، كما أن المشروعات والشركات العاملة في قطاعات التكنولوجيا، والتي تحتل فيها المرأة مناصب قيادية تُعد أكثر كفاءةً في توظيف رأس المال، ويمكن أن تُحقق عوائد أعلى بنسبة 12 % من الشركات والمشروعات التي يهيمن على إدارتها الرجال. وتعمل خديجة أحمد في مجال السوشل ميديا بإحدى شركات تقنية المعلومات والتسويق الإلكتروني، حيث تتولى بحكم هذا المنصب مسؤولية تكوين العلاقات مع الشركاء من الموزعين والحفاظ عليها وتطويرها، بالإضافة إلى إنجاز وتحقيق أهداف المبيعات والأرباح. وتعتقد خديجة أن المرأة هي نفسها القيد الأول في انطلاقها في هذا المجال، فهي التي تحدد رغباتها وتقدمها وتكافح للوصول، مبينةً أنه سابقاً كانت هناك قيود في كيفية مجال عمل المرأة وبالذات في عالم يسوده الرجل، ولكن النظرة حالياً تغيرت لتصل للمرأة نفسها التي أثبتت وجودها وقدرتها على الأداء مثلها مثل الرجل، وهناك حاجة للمزيد من النساء والحاجة الأكبر استمراريتها فيه وامتيازها في هذا المجال. وترى خديجة أن التقنيات الإلكترونية والحوسبة السحابية والتطبيقات باتت تسيطر على مشهد الأعمال اليوم، وتمثّل هذه التقنيات الأدوات التي يستخدمها الجميع في حياتهم وأثناء تواصلهم، وهذا التحول يتطلّب منا ومن شركائنا تقديم ما يتجاوز توقّعات العملاء على الدوام، وفي الوقت الذي تلتزم فيه بتزويد العملاء بأفضل الخدمات والدعم وتوفير الخبراء المتخصصين والتقنيات الفائقة، فإن ازدهار قنوات التسويق لدينا يتطلّب الالتزام لتحقيق القيمة الحقيقية للعملاء. وتعمل عبير مبارك في مجال تنظيم المعارض والمؤتمرات في أحد الشركات الكبيرة في هذا المجال، أبرز ما تملكه عبير هو الحماس تجاه العمل، والطاقة الإيجابية والقدرة على التركيز والتخطيط بشكل جماعي مع فريق العمل لتوفير أفضل مردود، وتمكنها خبرتها الواسعة من التواصل مع الشركاء والعملاء للتأكد من تلبية الحلول، والمنتجات لمتطلبات العملاء ونيل رضاهم، وقد أتيحت لها الفرصة لفهم بيئة العملاء والشركاء، وإدراك التحديات ونقاط القوة والضعف، وهذا ما يميزها بالفعل، ويساعدها على فهم ووضع الخطط المناسبة لتجاوز كافة التحديات والصعاب التي تواجه حسابات العملاء. وتتفق عبير مع من سبقها في أن المرأة اقتحمت وظائف غير تقليدية تعكس واقع المرأة السعودية الناجحة لاسيما في المجال التقني من خلال مشاركاتها في المؤتمرات الدولية، وتواصل المرأة بشكل عام إثبات كفاءتها في هذا المجال، وهذا من خلال زيادة نسبة دخولها في مجال التقنية والمعلومات، راجية من المؤسسات المعنية بشؤون المرأة في المجال التقني أن تعمل جاهدة على توفير جو عملي مهيأ لتبدع المرأة بكل طاقاتها والاهتمام في تبني الابتكارات المبدعة حتى تكون مثل نظيراتها مع باقي الدول المتقدمة في هذا المجال، لأنه -مع الأسف- لم نصل إلى القمة على الرغم من وجود كفاءات. خديجة أحمد عبير مبارك