أوضح الرئيس الأميركي دونالد ترمب الثلاثاء أنه كان يجب قتل قاسم سليماني، قائد فيلق القدسالإيراني، قبل 20 عاما مضت، في أحدث انتقاداته العنيفة للجنرال الإيراني الذي أمر باغتياله في وقت سابق من الشهر الجاري. وقال ترمب: "هناك الكثير من الفتيات والشباب يتجولون دون ذراعين وبدون أرجل بسبب قاسم سليماني". بدورها، أعلنت الولايات المتّحدة أنّها تدعم بالكامل الآلية التي أطلقتها الدول الأوروبية الثلاث الأطراف في الاتفاق النووي الإيراني لإرغام طهران على العودة للالتزام بمفاعيل هذا الاتفاق المبرم في 2015 والذي يقيّد أنشطتها النووية. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية في بيان: "نحن ندعم بالكامل قرار الترويكا الأوروبية إطلاق آلية فضّ النزاعات"، داعياً إلى فرض "المزيد من الضغوط الدبلوماسية والاقتصادية" على إيران التي تخضع أساساً لعقوبات أميركية مشدّدة. وأضاف "بريطانيا وفرنسا وألمانيا فعلت الصواب في مواجهة الاستفزازات الإيرانية" في المجال النووي. وكانت هذه الدول الأوروبية الثلاث الأطراف في الاتفاق النووي أطلقت الثلاثاء عملية دبلوماسية صعبة لإلزام طهران بالعودة إلى احترام تعهداتها النووية من دون فرض عقوبات جديدة عليها. والآلية التي فعّلتها الترويكا الأوروبية هي آلية لفضّ النزاعات ينصّ عليها الاتفاق في حال انتهاك بنوده. وقال وزراء الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان والألماني هايكو ماس والبريطاني دومينيك راب في بيان مشترك "ليس لدينا خيار آخر نظراً للتدابير المتخذة من جانب إيران". من ناحية أخرى، طلبت كييف من ايران تسليمها الصندوقين الأسودين للطائرة الاوكرانية التي أسقطت في طهران قبل أسبوع. وقدمت النيابة العامة وأجهزة الأمن الأوكرانية طلبا رسميا في هذا الصدد للسلطات الإيرانية، كما أوضحت النيابة في بيان. وأكدت النيابة العامة أن "الجانب الأوكراني يبذل أقصى جهوده لضمان فك تسجيلات الصندوقين الأسودين بشكل جيد والحفاظ على الأدلة في التحقيق بالكارثة". إلى ذلك، أفادت وسائل إعلام عالمية الأربعاء بأن السفير البريطاني في إيران روب ماكير غادر طهران. واكتفت التقارير بأن السفير غادر "بعد إبلاغه الجهات المعنية". وكانت الخارجية الإيرانية احتجزت السفير بعد مشاركته في تأبين ضحايا الطائرة الأوكرانية المنكوبة. وفي الداخل الإيراني، تواصلت الدعاوى الشعبية على مواقع التواصل الاجتماعي لمظاهرات جديدة، ساعين إلى تحويل الاحتجاجات التي أعقبت التحطم إلى حملة مستمرة على القيادة الإيرانية. وينظم متظاهرون أغلبهم من الطلاب احتجاجات يومية في طهران ومدن أخرى منذ يوم السبت عندما اعترفت السلطات، بعد نفيها على مدى أيام، بإسقاط طائرة الركاب الأوكرانية. وأفاد منشور انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي "قادمون إلى الشوارع" وحث الناس على الانضمام للمظاهرات على مستوى البلاد احتجاجا على "حكومة سارقة وفاسدة". وكثفت كارثة الطائرة والاضطرابات التي أعقبتها الضغوط على حكام إيران الذين يواجهون صعوبات في الحفاظ على اقتصاد البلاد من الانهيار تحت وطأة عقوبات أميركية صارمة فرضتها واشنطن بعد انسحابها من الاتفاق النووي الذي أبرمته إيران مع قوى عالمية.