استطاع المجتمع بعد قرارات التمكين التي تعيشها المرأة، أن يستوعب المرحلة الجديدة التي تمر بها، مع قدرة كثيرات منهن على إثبات وجودها، والعمل من أجل إثبات أنها تستحق المكانة التي وضعت بها، في حين تخطت المرأة عديدًا من الحواجز التي كانت تعيق تقدمها، ووضعها في المكانة التي تستحقها، لا سيما بعد تبني القيادة الرشيدة لدعمها في مختلف المجالات وعلى جميع الأصعدة، إلاّ أنه ورغم الوعي بأهمية دور المرأة واعتبارها شريكًا في التنمية، ودفع عجلة التقدم في الوطن، ما زال هناك من الرجال من ينظر لها على أنها لا تصلح إلاّ أن تكون مجرد امرأة، فيقلل من قيمتها في مستويات عدة، في حين لم يستطع البعض أن يتخلص من النظرة القاصرة لها في مجالات العمل، والنظرة لها على اعتبارها مجرد أنثى، فيبني التعاطي معها على ذلك الاعتبار، في حين يغيب الوعي باحترام كيانها الإنساني والتعامل مع فكرها، قبل التعامل مع شكلها الظاهري، فهل يمكن أن نقول إن تمكين المرأة ودفعها على مختلف المستويات أوجد بداخل الرجل الوعي الكبير بأهمية احترام فكرها، والنظرة لها كإنسان قادر على العطاء والتطوير بعيدًا عن النظرة القديمة التي تحصر المرأة في الأنوثة والجمال. احترام المرأة وقالت سامية عبدالرحمن - قائدة مدرسة -: إن هناك عديدًا من النماذج الذكورية التي استطاعت أن تؤكد احترامها لعقل المرأة، واعتبارها كائنًا مستقلًا، له كيانه، واحترامه، فحين يتعامل مع المرأة لا ينظر لها من خلال جنسها كونها «أنثى» إنما يتعاطى معها من خلال فكرها، وعلى اعتبارها إنسانًا له حقوق وحوله حدود فيحترمها، والتعامل يدخل ضمن ذلك الإطار، إلاّ أنه في المقابل - مع الأسف - توجد هناك نماذج ما زال مصرًا على وضع المرأة في قالب الأنوثة المطلقة، فيتعامل معها على ذلك الأساس، حتى إن بدا واضحًا إصرار المرأة على إثبات وجودها في العمل أو الدراسة؛ حيث يحاول دائمًا أن تبقى في دائرة الأنوثة التي تدفعه إلى التحرش بها بطرق عدة، فالتحرش ليس بالضرورة أن يكون من خلال اللمس أو الكلام، فحتى النظرة تحمل جزءًا من ذلك المفهوم السلبي للمرأة. وضع الحدود وأوضحت مشاعل عبدالله - موظفة في القطاع الصحي - أن المرأة من تستطيع أن تضع الحدود متى ما رغبت، في حين هي أيضًا من تستطيع أن تترك الباب مواربًا حتى يستمرئ الرجل في نظرته القديمة نحوها، التي تنطلق من أنوثتها فقط، دون النظر إلى عقلها واحترامها كإنسان يعمل وله حقوق وحدود، فعلى الرغم من أن الرجل اليوم أصبح داعمًا للمرأة، وكثير من النماذج أثبتت أنها قادرة على تفهم المرحلة الجديدة، واحترام المرأة لعقلها، فيتعاطى مع جهدها، وتميزها في مجال التعليم والوظيفة دون خلط الأوراق بين ذلك العقل وبين النظر لكونها أنثى، إلاّ أنه في المقابل ما زال بعض الرجال يصر على وضعها في القالب القديم والنظر إلى أنوثتها مجردة من أي اعتبارات أخرى، فيتجاوز معها، ويسمح لنفسه بأن يتجاوز حدود الاحترام والتهذيب معها، مؤكدةً على ضرورة ألا تلتزم المرأة الصمت كما كانت تفعل في الزمن الماضي، وألا تسمح بالإخلال بمبدأ الاحترام معها، فهي مهمة المرأة في المقام الأول. إيجابيات وسلبيات وأكدت لطيفة بنت بن حميد – مستشارة اجتماعية – أنه في ظل الانفتاح اليوم والتمكين للمرأة تغيرت كثير من القرارات، وأصبح لدى المرأة كثير من الصلاحيات، ولكن مكانتها لم تتغير، فالمرأة منذ أن خلقت رفع الله –تعالى - ذكرها منذ خلقها وحتى قصة مريم، فحملت ووضعت وحدها لتكون آية، ولكن حين بدأت المواجهة مع قومها، طلب منها سبحانه أن تصوم عن الكلام وأنطق ابنها وسندها وهو في المهد ليدافع عنها، ولم تلد بنتًا وإنما ولدت ذكرًا لحكمة إلهية، مضيفةً أن تمكين المرأة له إيجابيات وأيضًا تبعتها سلبيات كأي شيء مستحدث، فأمّا الإيجابيات فقد يسرت على المرأة حين تمر بظروف قاهرة وتضطر فيها إلى مواجهة أمور الحياة وحدها من خلال تسهيل الإجراءات عليها في الدوائر الحكومية وقيادتها للسيارة، جميعها أمور أسهمت بشكل كبير في تذليل تلك العقبات، وأسكتت كثيرًا من الأفواه التي وضعت قيادة السيارة للمرأة حجرة عثرة في طريقها، فحين يغيب ابنها أو زوجها أو أخوها فإنها تستطيع أن تكمل حياتها دون الشعور بالحاجة إلى من يقوم بشؤونها، فالمرأة تستطيع استكمال حياتها بشكل طبيعي وفق التسهيلات، ذاكرةً أن السلبيات تتمثل في تخلي الرجل عن مسؤولياته مع المرأة التي أصبحت اليوم مسؤولة بتمكينها عن تصريف أمور حياتها، فحين يتخلى الرجل عن مسؤولياته على اختلاف قرابته بالمرأة تتعثر هي في أمور الحياة، وتتعرض لمواقف سلبية. وأشارت إلى أن البعض يسيء فهم استقلال المرأة واعتمادها على نفسها، في الوقت الذي أصبح هناك لبس لدى بعض السيدات عن مفهوم الاستقلال بالشخصية، فتجد البعض أنها قادرة على التصرف والتحكم في حياتها دون احترام الأسرة التي تنتمي إليها، وإلى الرجل الذي ترتبط به، وهذه الأمور لها عديد من السلبيات على مختلف المستويات، فمن الناحية الاجتماعية قد تتسبب في ازدياد نسب الطلاق، وعزوف الشاب عن الزواج، كذلك تقدم سن الزواج لدى المرأة، وإن حدث الزواج فإنه يؤدي إلى عدم حاجته الشريكين لبعضهما بعضًا وتلاشي الألفة، بسبب استقلال المرأة بنفسها وعدم شعورها بأهمية الرجل. المرأة أصبحت شريكة في التنمية وتحقيق رؤية 2030