مررنا خلال الأيام الماضية بتجربتين شعبيتين في كل من العراقولبنان تمثلتا في الثورات الشعبية متعددة الأسباب، ولكنها مشتركة في شيء واحد وهو المطالبة بخروج إيران. وهنا نحن أمام سؤال يستحق التأمل: لماذا كرهت الشعوب التي كانت إلى وقت قريب الوجود الإيراني المتعدد الأشكال في دولها؟ لعل السبب الأول يكمن في الخراب والدمار اللذين يتزامنان مع أي وجود إيراني. فأينما حلت إيران كان الخراب. ويكفي نظرة سريعة إلى العراق، وسورية، واليمن، ولبنان لنتأكد من هذه الحقيقة. أما السبب الثاني فهو عنصرية إيران، فالفكر الإيراني فكر عنصري بامتياز وإن تم تغليفه بغلاف الثورة الإسلامية المنادية بنصرة المسلمين، وتحرير فلسطين. فهل من نصرة المسلمين احتلال العراق، ومحاولة السيطرة على اليمن، واحتلال سورية، واحتلال لبنان، وتوجيه الصواريخ نحو المملكة، قبلة المسلمين؟ ويؤكد هذه العنصرية ما نشرته العربية نت من استطلاع للرأي قام به مجموعة من الباحثين السويديين وجد أن إيران عنصرية فعلاً، بل هي الثانية على العالم وفق هذا الاستطلاع الذي شمل نحو 80 دولة. وتتجلى عنصرية إيران أكثر ضد العرب من مواطنيها، ويمكن أن نستحضر هنا أغنية "الراب" الإيرانية التي حملت عنوان "اقتل عربياً"، أو "كش عرب" وكتبت كلماتها باللغة الفارسية، وتحمل عبارات مسيئة للعرب ولكل ما يمت لهم بصلة. وهذه العنصرية التي تمارسها إيران ضد الآخرين فيها لا سيما العرب، يمارسها وكلاؤها في الدول التي تسيطر إيران عليها أو على قرارها. لهذين السببين نجد أن صبر هذه الشعوب قد نفد، حين ظهرت لهم حقيقة الوجود الإيراني وعنصريته، لا سيما تجاه العرب. لذلك هتفت الشعوب بضرورة خروج إيران حتى تستعيد بلادهم استقرارها السياسي والاقتصادي.