كان أسبوعًا حافلًا بأحداث دراماتيكية خرجت فيه كالامار بتجنيها المفضوح في تقريرها المسيس والمجحف وغير الملزم لبلادنا، ما أخرج معها مارد العنتريات الإعلامية ومستغل الأزمات العالمية والمتاجر بأرواح البشرية من قمقمه ليتحفنا بعنترياته وثرثرته الصبيانية، في محاولة يائسة لتغطية فشله السياسي والاقتصادي، وصراعه مع الديون المستحقة، وتهاوي عملته المحلية، وارتفاع معدلات التضخم والبطالة، واستمرار خسائر المستثمرين المحليين والأجانب، وسحب استثماراتهم، وانخفاض التصنيفات، إضافة إلى سوء الأحوال المعيشية المتردية، التي بدأت تتمدد بين مواطنيه الغاضبين من سياساته العنجهية المتغطرسة، واتجاهه ببلادهم نحو الهاوية السحيقة. ومن التداعيات أيضًا ما شهده الخليج العربي من تصعيد إيراني خطير بضرب طائرة أميركية مسيرة فوق المياه الدولية، وهو ما أثار هلع العالم من ردة فعل قد تجر المنطقة لحرب مشتعلة، إلا أن الإدارة الأميركية تراجعت عن تصعيد الموقف في خطوة استغربها بعضنا، وأخذها من باب الضعف وعدم جديتها في موقفها من إيران، بينما في واقع الأمر أن نظام ملالي طهران أصبح هو من يستجدي أي ضربة أميركية تنتشله من غرقه في الداخل، يوحد من خلالها صفوفه لاحتواء الشارع الإيراني المصاب بحالة من الغليان والاختناق لتردي حالته الاقتصادية والمعيشية. إن سقوط النظام الإيراني من الداخل، أو عودته إلى العقلانية وبحث اتفاقية نووية عادلة، والتخلي عن أطماعه التوسعية من دون إطلاق رصاصة واحدة - رغبة حقيقية عند غالبية قادة وشعوب المنطقة، فلا أحد منهم يطمح لحرب كارثية، الخاسر الأكبر فيها شعب إيران، وهو ما أكده سمو الأمير محمد في حديثه بعدم رغبة السعودية في حرب مع إيران، إلا أن جاهزية المملكة مكتملة في حال تعرضت لخطر حقيقي، فالنظام الإيراني يعيش اليوم أسوأ حالاته مع الحصار الاقتصادي والعقوبات الأخيرة، ما جعل من الزمن سلاحًا فتاكًا يصرع العدو اقتصاديًا من دون جر المنطقة لويلات الحروب، وفي حال كان لا بد من توجيه ضربة فإنها لن تكون قبل تحقيق الظروف والعوامل السياسية والعسكرية الاستراتيجية الموائمة. ولا يمكن بحال ألا أعرج على موقف جماعة الإخونج الإرهابية من الأزمة الإيرانية ودفاعهم المستميت عن نظام ملالي طهران رغم طائفيته وإرهابه وتنكيله بالشعوب العربية المسلمة، في مشهد معيب ومخزٍ يؤكد لنا أن هذه الجماعة ليست أكثر من عدو شيطاني، تنصل من كل القيم الدينية والإنسانية التي يدعيها؛ ليمارس أشد أنواع الانحطاط في سبيل تحقيق غاياته الرخيصة، فمنهم ومن مثلهم اعتدنا الافتراء والتدليس والإفك والجور والتضليل بلا ذمة أو تحكيم ضمير.