في كرة القدم، أوجدت القوانين لكي تنصف الفرق، ويُمنح كل فريق حقه، وتحضر العدالة في المنافسات الكروية؛ لكيلا يكون أيضا هناك مظلوم يُسلب حقه، ويُمنح للفريق الخصم من دون وجه حق. وهنا، حرص الاتحاد الدولي "فيفا "على صياغة قوانين يدرسها الحكام ومساعدوهم، ويطبقونها في الملعب، وهنا من الطبيعي أن تحدث أخطاء عديدة في بطولات عالمية وقارية ومحلية، ولكن هناك من المتعصبين من بعض مسؤولي الأندية والمحسوبين عليها من الإعلام من لا يعجبه العجب ولا الصيام في رجب، وترتبط عادة الشكاوى والاحتجاجات بفريق واحد يلعب له لاعبون داخل الملعب، والعدد نفسه خارجه في برنامج رياضي كوميدي، يمارسون الكوميديا بكل أصنافها وأشكالها، وإذا انتهى البرنامج أو حتى خلاله تبدأ موجة الصياح عبر تغريدات تفوح منها رائحة التعصب؛ لدرجة تجعل المشاهد يحار فعلا، ويتساءل: بأي صفة يشارك هؤلاء؟ وكيف يوصفون بأنهم محللون وهم مشجعون؟ موقعهم مع الرابطة في المدرج، فهذا يغرد فرحا بتعليق عقوبة مدافع فريقه، ولا يخجل من نفسه وهو يقحم شخصيات مسؤولة في موضوع التعليق، ويشكرهم لأنهم - على حد تعبيره - رفعوا الظلم عن فريقه، على الرغم من أن الظلم الذي يتحدث عنه لم يكن موجودا، وأن العقوبة التي صدرت في حق اللاعب أشبه برسالة شكر، ولا تتوافق مع حجم الخطأ الذي ارتكبه اللاعب ضد لاعب الفريق الخصم ودعسته الخطرة عليه، وهي التي تكررت من المدافع نفسه ربما عشر مرات، ولم ترصد لجنة الأخلاق والانضباط إلا الدعسة العاشرة، بعد أن خجلت من نفسها على السكوت والمجاملة، وهناك محسوب آخر على الإعلام، لا يخجل هو الآخر وهو يغرد ويصف ما يجري لفريقه بأنه مخطط لإقصائه أولا من الصدارة، والمضحك أنه لم يتصدر إلا في جولة، ويضيف ومن ثم إقصاؤه من الوصافة في طرح تعصبي مرفوض، وهو يعلم أن الصدارة مع من يستحقها، ويعمل في أرض الملعب وليس خارجه، ولكنها تبدو مشكلة من اعتاد نيل الألقاب والفوز عبر أخطاء الحكام المحليين، الذين مع غيابهم يبدو التحكيم قاضيا عادلا في الملعب، ومع غيابهم غير المأسوف عليه حضرت تقنية الفار التي لا تعترف لا بصغير ولا كبير، وتعطي كل ذي حق حقه، ومن يرفضها يرغب في بطولات مجانية على شكل هدايا وهبات. تقنية «فار» قرار فرض العدالة