أشعل قرار لجنة المسابقات بتعديل جدول الدوري الأجواء قبل انطلاقة الموسم، إذ ألقت هذه الخطوة بظلالها على الجو العام، فالأيام القليلة الماضية شهدت شداً وجذباً بين أطراف كُثر، منهم مؤيد وفيهم المعارض، وثالث ضد فكرة تغيير الجدول أساساً، وتبقى «المسابقات» هي المسؤولة عن هذا اللغط بما في ذلك حملات التشكيك التي طالتها بمجاملة فرق على حساب أخرى، إذ كان من المفترض أن تراجع الجدول مرة واثنتين وثلاثة، وألا تصدره بشكل رسمي إلا بعد التدقيق والمراجعة، حتى وإن لزم الأمر عرضه على مسؤولين في اتحاد القدم من خارج اللجنة لإبداء ملاحظاتهم ومرئياتهم فقط، من حق اللجنة قبولها ورفضها. لا يمكن لأي مسؤول أن ينال رضا جميع الأطراف مهما كان عمله صائبًا، فعلى سبيل المثال رئيس الهيئة العامة للرياضة المستشار تركي آل الشيخ رغم كل ما قدمه للأندية ولا يزال يقدمه من عمل غير مسبوق إلا أنه لم يسلم من حملات النقد التي وصلت إلى التشكيك والإساءة له، فأحيانًا كان ذلك يحدث من نصراويين، وفي فترات من أصوات هلالية، وتارة أهلاوية واتحادية وشبابية وغيرهم، إلا أنه كان لا يتوقف عند ذلك ويستمر في العمل لأنه واثق من عمله وبحثه عن مصلحة رياضتنا وأنديتنا، فنجد أولئك الذين قادوا حملات ضده يعودون لمدحه والإشادة به عند بعض القرارات التي تكون في مصلحة أنديتهم، وهذا دليل على أن العاطفة تحكمنا في إصدار الأحكام على المسؤولين واللجان. الموسم المقبل لن يكون موسماً عاديًا عطفاً على طموحات المسؤولين وأهدافهم المرسومة التي انعكست على استعدادات الفرق وتعاقداتها، وحتى تعود المعادلة إلى وضعها الصحيح وتصبح الإثارة داخل الملعب أكثر مما هي خارجه، لا نريد من اتحاد القدم ولجانه أكثر من تطبيق اللوائح دون النظر في الأسماء ومجاملة طرف على حساب آخر، أو الانتقائية وتفاوت القرارات، أو التردد في اتخاذ القرارات، والاستجابة لأي ضغوطات، فالواثق من نفسه يتخذ قراره بيد واثقة لا ترتعش، وهذا هو السبيل نحو إرساء «العدل» بين الجميع، ففي النهاية لن يسلم مسؤول من ردود الأفعال السلبية، لكن عندما يستند في قراره على النظام فإنه لا يهاب ردة الفعل مهما كانت قوة صاحبها، ولن يتوقف عندها، لأن رضا الناس غاية لا تدرك. في الموسم الماضي أثارت لجان اتحاد القدم احتقان وسطنا الرياضي بعشوائيتها وقراراتها المفاجئة والمتفاوتة والتي كان عدد منها يتعارض مع اللوائح، وهو ما جعل سهام التشكيك تطال المسؤولين، ونأمل ألا يتكرر ذلك مستقبلاً، فالقضية سهلة جداً، توجد لوائح المطلوب تطبيقها، وإن كانت هنالك حاجة لتغييرها فالفرصة متاحة قبل بداية الموسم. Your browser does not support the video tag.